الخميس، 13 نوفمبر 2014

الشيخ راضي شرارة يكتب| ماذا بعد سقوط الأنظمة ؟



سؤال دائما يتردد.. يبحث عن إجابة عند المطالبين بإسقاط الأنظمة.
عندما خرجت مظاهرات تونس و من بعدها مصر فى 25 يناير، لم يكن أحد يتوقع أن تتحول المظاهرات إلى ثورة، لكنه حدث وانضم الشعب إلى الذين خرجوا فى المظاهرات فكانت ثورة لها مطالب، لم يحدد الثوار سقف تلك المطالب من أول يوم، لكنهم كانوا يرفعون سقف مطالبهم كل يوم مع إخفاق السلطة في تلبية المطالب البسيطة.
وتتسارع الأحداث، ويزداد الحراك الشعبي حتى وصل الأمر إلى المطالبة بإسقاط النظام وعلا هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام"، دون إدراك حقيقى بهذا المطلب (إسقاط النظام)، لأن إسقاط النظام ليس نهاية الأمر، وليس المبتغى من الدماء التى سفكت بغير حق، إنما هناك مطلب أعلى وأسمى
وهو البديل (النظام الجديد ). إذن ﻻبد من معرفة ما هو النظام الجديد والذى سوف يحل محل النظام السابق؟
إن طبيعة الشعوب العربية أن ﻻ تهتم بمن يأتى بعد سقوط النظام كما قال صاحب " طبائع اﻻستبداد"، لكن الذي يهمها هو التخلص من المستبد الحالى، ويأتى مستبد آخر فيخرجون من استبداد إلى استبداد آخر أشد من الذى سبق وهكذا.
لذلك وجب عليهم معرفة ماذا يريدون بعد سقوط المستبد، والمستبد ﻻ يعنى رأس النظام الحاكم، والذى هو فى عصرنا متحدث باسم النظام مثل (مبارك و بن على)، إنما المستبد هو النظام (مجموعة السلطة الحاكمة) وهذا يختلف من دولة إلى أخرى فى المنطقة العربية. فهناك نظام طائفى
وهناك نظام قبلى، وهناك نظام مؤسسات عميقة، وهناك نظام عسكري
فهذه الأنظمة تأسست على نفع ﻻيتعدى غير الطبقة التي تحكم سواء كانت
طائفة كما فى سوريا والعراق أو قبلي كما في دول الخليج أو مؤسسات كما في مصر، أو عسكري كما في الجزائر، والباقي من الدول العربية على شاكلتهم.
ولذلك تثور الشعوب على هذه الأنظمة من أجل أخذ حقوقها المسلوبة
فيتم التصدي لها وقمعها بدعوى الحفاظ على الدولة والخوف من الاحتراب
الداخلي والخارجي والتخويف من المجهول القادم (الإسلاميين )، لذلك يتقاعس بعض الناس ويستمر الباقي فتنجح الشعوب ولكنها تخفق فى إيجاد البديل الذي يحيي الأمل، ويبدد ظلام المستبد.
لكن هل يتوافق الجميع على البديل الجديد؟ أم ينتصر كل مجموع من الثورة لنفسه فتخسر الثورة، ويعود المستبد في ثوب جديد؟!
هذا ما حدث في مصر، وحدث في اليمن، و في تونس، ويحدث الآن في سوريا بشكل مختلف من حيث عدم القدرة على إسقاط النظام لأن هناك عوامل كثيرة تتحكم في ذلك.
إن المجموعات المتصارعة من أجل إسقاط النظام تختلف في أفكارها وأيدلوجياتها، ولذلك ﻻتتفق إﻻ بتنازل أحدها للأخرى، وهذا حدث بالفعل من الإسلاميين، ولم يحدث من غيرهم. فقبل الإسلاميون بالنظام الديمقراطي وهم كارهون له حتى تأتى سلطة جديدة من رحم الثورة، لكن الفرقاء يعلمون أن الغلبة للإسلاميين فيحنون إلى المستبد القديم خوفاً من المجهول الإسلامي؛ والذي تقبله شعوب المنطقة تعاطفاً من أجل الدين وهى لم تختبره بعد فى الحكم، وعند اختباره يتم إسقاطه لأن الشعوب
ﻻتنشغل بنوع النظام وهويته إنما تنشغل بمصالحها الحياتية من الأمن والمأكل والمشرب، أضف إلى ذلك مساعدة الدول الغربية التي ﻻ ترى مصالحها مع الإسلاميين مهما قدموا من تنازﻻت، ومهما خلعوا من أثواب فهي ﻻ تثق إﻻ فيمن ربتهم على عينها وترعرعوا فى معونتها فهم أشد وﻻءً لها واعترافاً بجميلها.
أﻻ ترى كيف يتسابق جميع المستبدين في رضاها، ودفع الإتاوة لها والقتال بالنيابة عنها، بل جعلوا رضا الصهاينة من أنبل الغايات.
وهكذا تتسابق الأنظمة المستبدة في الحفاظ على باقى الأنظمة وإن اختلفت معها عقائدياً وطائفياً وسمحت لها أن تحارب القادم من رحم الثورة.
إذن ﻻبد أن يدرك الفرقاء الآتى :
أوﻻ : نوع الدولة القادمة وهل هي دولة إسلامية أم دولة حريات وعدالة اجتماعية؟!
ثانيا : موقف الخارج الغربى وكيفية التعامل معه، ودعمه للكيان الصهيوني.
ثالثا: الموقف من الأنظمة المستبدة في المنطقة، وكيفية التعامل معها.
رابعا : الطائفية والعرقيات وكيفية توفير الأمن والأمان.
خامسا : المؤسسات العتيقة فى الدول الكبيرة وكيفية التفاهم معها لمصلحة الأوطان.
هذه بعض عوامل ذات تأثير كبير في أى نظام قادم من رحم الثورات
وبعد نظام مستبد صنع كل هذا من أجل السيطرة على الشعوب.
فهل يتنبه الفرقاء؟
وهل يدركون ماذا بعد سقوط الأنظمة؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

بحث

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م