الثلاثاء، 21 يوليو 2015

شريف عبد الحميد يكتب| رسالة إلى الملك سلمان بن عبد العزيز



«الانعتاق» من الحلف الأمريكي وصعود «حلف الفضول» السني.. ودعم «المقاومة» في فلسطين هو الرد القوي على التحالف «الأمريكي الإيراني»... رفع كفاءة «الجيش» السعودي و«درع الجزيرة».. وإنشاء «فضائية» لفضح «التغلغل الشيعي»..وتفعيل سلاح «المقاطعة الشعبية» ضد أمريكا وإسرائيل وإيران.. سيحشد شعوب المنطقة خلفكم..فهل أنتم فاعلون؟!

***

رأينا بأم عينينا حجم الغرور والغطرسة التي أصابت إيران وحلفها في المنطقة بعد توقيع «الاتفاق النووي» مع دول «5+1»، وشاهدنا ابتسامة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الخبيثة.

في ذات الوقت الذي صدم فيه «الاتفاق» الغالبية العظمى للدول العربية، وفي قلبها دول مجلس التعاون الخليجي، الذين هم حلفاء لـ «الشيطان» الأمريكي الأكبر، والشعوب التي ترى «فشل» إسقاط بشار الأسد الذي تدعمه إيران عسكريا واقتصاديا، وتأثير سقوطه على الاحتلال الإيراني للعراق، وحزب الله الإيراني في لبنان، والمشروع الخمسيني لـ «التغلغل» في المنطقة، وتراجع المواجهة الإيرانية مع المشروع «الأمريكي الصهيوني» بعد التحالف مع «الشيطان الأكبر»، وإلغاء شعار «الموت لأمريكا».
من هنا كانت رسالتي المفصلة والشاملة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يحمل راية المملكة العربية السعودية في مرحلة دقيقة تمر بها أمتنا العربية والإسلامية.

«1»
 §       اتفاق «ليلة القدر»
كما أقدم الاحتلال الأمريكي للعراق والميليشيات الشيعية الموالية لإيران على إعدام الشهيد صدام حسين يوم «الأضحى» وهو العيد الأكبر للمسلمين كيدا وغلاًّ وحقداً لأهل السنة، كان «الاتفاق النووي» أيضا ليس بعيداً عن ذلك فجاء يوم 26 رمضان أي «ليلة القدر» ..غلٌّ وحقدٌ يملأ قلوب الإيرانيين الصفويين على أهل السنة في منطقتنا العربية، والسعودية بالذات لوجود الحرمين الشريفين بها والتي تسعى إيران منذ ثورة الهالك «الخميني» إلى إحداث القلاقل بحجة تدويل الحرمين.

دون الدخول في تفاصيل «الاتفاق النووي» الذي ضمته مئة صفحة، غير الملاحق والهوامش السرية، دعني يا جلالة الملك أطرح عدة أسئلة حول هذا «الاتفاق»..
-  كيف تهدئ أمريكا من مخاوف دول مجلس التعاون الخليجي حيال الصفقة النووية الإيرانية؟
-  وهل لتلك المخاوف ما يبررها؟
-  وهل هناك أخطار حقيقية تتهدد الدول العربية بعد هذه الصفقة؟
-   وهل التودد الأمريكي لدول مجلس التعاون الخليجي يضمن عدم زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، ويحد من المشروع التوسعي لإيران؟
- ماذا عن الجوانب السرية في علاقات أمريكا وإيران، وفي «الاتفاق»؟
- كيف تفكر إيران وما هي حساباتها الاستراتيجية بعد «الاتفاق»؟
- ما هي حسابات أمريكا؟
- ما هي تقديرات الخبراء والمحللين لتأثيرات «الاتفاق» و«الصفقة» بين أمريكا وإيرن على المنطقة العربية؟
- ما هي «التفاهمات السرية» التي تم التوصل إليها بين أمريكا وإيران في المحادثات التي سبقت «الاتفاق» بالنسبة للقضايا الإقليمية والاستراتيجية بين البلدين؟
- وما هي «التعهدات» التي قدمتها أمريكا إلى إيران والعكس في هذا الصدد؟
في حين أكدت مصادر عدة، ومن بينها مسئولين أمريكيين كبار، أنه في المحادثات السرية بين أمريكا وإيران لم يتم التطرق على الإطلاق إلى دور ايران القذر الذي تلعبه في المنطقة، ودعمها لـ «فرق الموت» الشيعية في العراق، و«الحرس الثوري» و«حزب الله» المساندين لنظام بشار في سوريا، ودعم «الحوثيين» في اليمن، و«التغلغل» في الدول العربية، وخصوصا دول الخليج.
وهذا معناه أن هناك استعداد أمريكي لاستمرار هذا الدور الإيراني القذر في المنطقة.
يقول «دانييل بليتكا» الذي نشر تحليلا عنوانه «ثمانية أسئلة عن إيران إلى وزير الخارجية كيري» "أن إيران مصنفة بحسب وزارة الخارجية الأمريكية في قائمة الدول التي ترعى الإرهاب، وهي المؤسسة والراعية لحزب الله الجماعة الارهابية، وسأل كيري: كيف يمكن إذن قبول رفع العقوبات عن إيران على الرغم من دعمها للإرهاب؟. وسأله أيضا: لماذا لم يتم التطرق إلى قضية الإرهاب في الاتفاق مع إيران؟ ]1[
إذن هي المؤامرة!!
«2»
§       ثمن الاتفاق
كتب المحلل «باتريك ماكدونيل» في صحيفة «لوس أنجيلوس تايمز» الأمريكية يقول إن اتفاق جنيف "لا يقتصر على المسألة النووية، بل يرقى إلى مستوى التحول الاستراتيجي الذي سيغير الخريطة السياسية في المنطقة".
وينقل عن باحث في معهد الشرق الأوسط قوله:"هذا اتفاق لا يتعلق بمسألة تخصيب اليورانيوم، إنه يتعلق بتحالف جديد، بكل ما يترتب على ذلك من تأثيرات على المنطقة في سوريا والعراق والمنطقة كلها".

أما المحلل «بوب درايفوس»، فيعتبر بدوره أن الاتفاق ينطوي على صفقة لا تتعلق فقط بحل مشكلة البرنامج النووي الإيراني، ولكن بتغيير جذري للشرق الأوسط كله، وتدشين عهد جديد من «الوفاق» بين طهران وواشنطن يمكن أن يساعد على استقرار المنطقة.
أما الباحث والمحلل «جيمس دورسي»، فكتب تحليلا بعنوان «الصفقة النووية مع إيران: إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط»، يقول: "الاتفاق يمكن أن يعيد رسم الخريطة السياسية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا" ]2[
وكتب «مايكل دوران»، وهو من كبار الخبراء في«مركز سابان للشرق الأوسط» وعمل سابقا نائبا لمساعد وزير الدفاع الأمريكي ومديرا في مجلس الأمن القومي الأمريكي.. كتب تحليلا مطولاً تحت عنوان «الثمن الخفي للصفقة النووية مع ايران»، اعتبر فيه أن أمريكا سوف تدفع ثمنا استراتيجيا فادحا بسبب الصفقة مع إيران.
وقال «دوران»: إنه من المتشائمين ومن غير المتحمسين على الإطلاق للاتفاق النووي مع إيران، ويعتبر إجمالا أن الاتفاق "محطة أساسية على طريق دموي وطويل لتراجع أمريكا في الشرق الأوسط".
ويشير «دوران» إلى أن أوباما يعتبر أن الاتفاق سوف يفتح عهدا جديدا في العلاقات الإيرانية الأمريكية، وسيقود إلى ما يعتبره البعض مصالحة تاريخية. ويقول إنه ليس من أصحاب هذا الرأي، وليس من المتحمسين لهذه المصالحة التاريخية المزعومة التي يتحدثون عنها، ذلك أن أمريكا ودول المنطقة سوف تدفع ثمنا فادحا لهذا الاتفاق.
وبالنسبة لأمريكا، يعتبر «دوران» أن الإدارة الأمريكية بهذا الاتفاق، هدمت ستة قرارات لمجلس الأمن الدولي تطالب إيران بوقف تخصيب اليورانيوم، وهدمت التحالف الدولي ضد إيران، وسيكون من نتيجة ذلك انهيار العقوبات المفروضة على إيران، التي قضت أمريكا عقدا كاملا من الزمن في جهود دبلوماسية صعبة من أجل فرضها. ]3[
وناقشت الكاتبة والمحللة الأمريكية «شيرين هانتر» تأثيرات الاتفاق والصفقة في تحليل مطول في «هتفنجتون بوست».
وتتلخص وجهة نظرها في أن الاتفاق يمكن أن يقود إلى تغيير شامل في العلاقات الإقليمية والدولية، وإلى تغيير استراتيجي في أوضاع المنطقة.
وتخلص إلى:
1 – أن هذا الاتفاق يمكن أن يقود، أو يراد له أن يقود إلى إقامة بناء أمني جديد، ومنظومة أمنية جديدة في المنطقة.
2 – أن هذا البناء الأمني الجديد يمكن أن يقوم في جانب منه على أن تنهي إيران حالة العداء لإسرائيل.
3 – أنه وفقا لهذه الترتيبات الجديدة بعد الاتفاق والصفقة، سيكون على السعودية ودول الخليج العربية الأخرى أن تقبل بشرعية دور إيران في الخليج، وفي الشرق الأوسط وفي جنوب غرب آسيا.
من جانبه تطرق المحلل «سول ساندرز» إلى تأثيرات الصفقة الإيرانية الأمريكية وتداعياتها المتوقعة على الدول العربية.
تحدث تفصيلا عن الأدوار التخريبية الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة،وما يقوم به «الحرس الثوري» الإيراني في سوريا و العراق.
وقال: " إيران لا تدعم فقط حلفاءها الشيعة وحزب الله في لبنان، ولكن أيضا في المنطقة الشرقية في السعودية، وفي البحرين".
على ضوء هذا، يحذر هذا المحلل من نتائج وتداعيات خطيرة للصفقة بين أمريكا وإيران، ويثير خصوصا الجوانب التالية:
1 – أن أمريكا بإصراها على هذه الصفقة والمضي فيها قدما تؤكد للقاصي والداني، أنها تسحب عمليا دعمها لحلفائها العرب في المنطقة وتتخلى عنهم.
2 – أن أمريكا بهذه الصفقة تعطي لإيران الفرصة كي تتقدم وتملأ الفراغ، ولكي تعمل على تحقيق أطماعها التوسعية الهادفة إلى الهيمنة على مقدرات المنطقة، وتدير ظهرها لأصدقائها العرب السنة.
من هنا كان ثمن الاتفاق باهظا جداً، وكما يقول المسئول الأمريكي السابق «مايكل دوران»، أن المنطقة سوف تدفع ثمنا فادحا للاتفاق، وهو ثمن واضح ويتمثل في أن أمريكا أطلقت يد إيران في المنطقة كلها.
واعتبر «دوران» أن «الاتفاق النووي» سوف يضع العالم العربي تحت رحمة «الحرس الثوري» الايراني.
وقال: "الآن، سيكون لدى إيران المزيد من الأموال لتحويلها إلى المنظمات والقوى العميلة لها مثل «حزب الله»".
وأضاف أن "أمريكا، ولكي لا تقوض الاتفاق، سوف تكون مضطرة لأن تتجاهل كل تدخلات إيران وأعمالها التخريبية والارهابية في المنطقة".
ولخص وجهة نظره في النهاية بالقول:"وهكذا تدفع أمريكا والمنطقة كلها ثمنا فادحا لهذا الاتفاق، وهو ثمن سوف يتم دفعه بدماء تسيل في المنطقة، لكنها ليست دماءنا نحن". ]4[

«3»
§       «الانعتاق» من الحلف الأمريكي
بعد صفقة «الاتفاق النووي» والتحالف «السري» والعلني بين أمريكا وإيران لم يعد أمام المملكة العربية السعودية زعيمة وقائدة السنة في المنطقة والعالم إلا أن تخرج من «الحلف الأمريكي»، خاصة أن اعتماد أمريكا على النفط السعودي تقلَّص كثيرًا وسيتقلَّص أكثر في السنوات القادمة مع تطور تقنيات استخراج النفط الصخري الذي تمتلك منه أمريكا مخزونًا ضخمًا جدًا يجعلها في غنى عن النفط الخليجي.

صحيفة «لوبوان» الفرنسية نشرت مقالًا للكاتب «بيير بيلاو»، تساءل في عنوانه «هل تصبح الولايات المتحدة ملك النفط في العالم؟»، نقل فيه عن تقرير المراجعة السنوية لإحصاءات الطاقة العالمية بالشركة البريطانية المعروفة باسم «بي بي»، أن الولايات المتحدة أنتجت خلال عام 2014، نحو 11.64 مليون برميل يوميًا من النفط – بما يشمل النفط الخام والغاز- لتتجاوز السعودية للمرة الأولى منذ عام 1992 كأكبر منتج للنفط.
وأوضح التقرير أن السعودية أنتجت في العام الماضي نحو 11.51 مليون برميل يوميًا من النفط، تليها روسيا بنحو 10.8 مليون برميل يوميًا.
وأرجع الكاتب سبب هذه الطفرة إلى تقنية التكسير الهيدروليكي، التي أطلقت ثورة النفط والغاز الصخري في الولايات المتحدة، والتي وصفها بأنها غيرت موازين الطاقة العالمية في 2014، وكانت سببًا رئيسيًا في انخفاض أسعار النفط الخام منذ منتصف العام الماضي. ]5[
وقالت صحيفة «فايننشال تايمز» إنه بينما تتجه الولايات المتحدة للاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بإنتاج النفط، والذي تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يحدث عام 2035، وتنخفض وارداتها من منطقة الخليج، فإن الصين والهند سيحلان محلها للمنافسة على نفط المنطقة. ]6[
وإذا خفضت الولايات المتحدة وجودها العسكري بالشرق الأوسط فإن الصين والهند ستجدان نفسيهما في وضع المنافسة على إمدادات الطاقة.
ونقلت الصحيفة عن خبير الطاقة «دانييل يرغن» قوله إن هذا الواقع سيغير نظرة الولايات المتحدة الإستراتيجية للمنطقة. لكن من غير المعرف مدى تأثير التغيير على التوازن الإستراتيجي في منطقة الخليج والشرق الأوسط وعلى ارتباط الولايات المتحدة بالمنطقة. ]7[
ومن هنا لم تعد أمريكا تعطي أهمية لما تبديه السعودية ودول الخليج من وجهات نظر كما كانت في السابق سواءً أغضب ذلك السعوديين أم لا، فأمريكا لا تعرف غير لغة المصالح. وقد رأينا كيف تجاهلت أمريكا رأي السعودية فيما يخص إسقاط نظام بشار الأسد، وكذلك رأيها فيما يخص الاتفاق النووي والتقارب الأمريكي الإيراني.
كل هذا يدفعنا إلى فك الارتباط و «الانعتاق» من الحلف الأمريكي، وقد ظهر هذا منذ تولي الملك سلمان الحكم، في انفتاح المملكة على تركيا، وإعادة العلاقات الطبيعية مع قطر، وفتح صفحة جديدة مع «حماس» واستقبال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، وإيقاف الشخصيات التي تؤثر داخليًا على وحدة الصف، وإطلاق سراح بعض المعتقلين السياسيين.
ظهر جليا أن السعودية تتلمس طريقها في رؤية المشهد كما هو، بعينيها، وليس بعيون أمريكية.
يا جلالة الملك .. أمريكا ليس بإلـه يعبد، ولا تقول للشئ كن فيكون، وهي تعمل اليوم ضد المصلحة السعودية متحالفة مع إيران، في العراق وسوريا واليمن والبحرين.. فهل نحن متيقظون ونرى الحقائق دون ضبابية أو «غبش»؟!
وكما قال «أنوش احتشامي» خبير الشؤون الإيرانية والخليجية في جامعة دورهام إن "عدم الاكتراث الأمريكي بقلق السعودية واهتمام واشنطن المتزايد بإيران بين الأسباب التي دفعت الرياض إلى التحرك".
ويرى الباحث في الشؤون العربية - الأمريكية، «عمرو السراج»، "أن الولايات المتحدة بدأت بانتهاج نهج جديد في المنطقة، هو بالانسحاب التدريجي منها مع تعيين «شرطي جديد» لها، لأسباب داخلية بحتة أبرزها عدم رغبة الأمريكين في التدخل بشؤون الآخرين مجدداً، بسبب انعكاسات هذا الأمر بشكل سلبي عليهم"، مشيراً إلى أن التقارب الحاصل بين أمريكا وإيران "لن يؤثر على أمن وسلامة إسرائيل".
ويضيف: "السعودية تدرك أن هذا الخروج الأمريكي الذي مهدت له سياسة أوباما الرخوة تجاه قضايا المنطقة، لن تستفيد منه سوى إيران لذا عملت المملكة على انتهاج سياسة «الحزم» العسكرية في اليمن علنياً، وفي سوريا عبر القناة التركية، لضبط الأمور في المنطقة بما لا يؤثر على أمنها الإقليمي".
ويتابع السراج بالقول: "إن المملكة بنظر الرأي العام العربي، مطالبة أخلاقياً بالتدخل لوضع حد للمآسي في المنطقة لا سيما بما يجري في سوريا ومصر، فالمأساة في سوريا وصلت إلى حد لم تعد المنطقة تحتمله نظراً لكمية الدماء التي أريقت، ولظهور تيارات قد تستغلها إيران في ضرب أمن المملكة، وهذا ما يبدو أنها أدركته حيث سارعت إلى بناء سياسة شراكة مع تركيا، أدت إلى قلب ميزان القوى في سوريا بشكل ملحوظ". ]8[
ويكشف الدكتور محمد المختار الشنقيطي في إحدى تغريداته عن دور أمريكا وإيران في اليمن قائلاً: "أمريكا أقرب للرؤية الإيرانية في اليمن منها إلى الرؤية السعودية، ولا حل للسعودية إلا الخروج على السقف الأميركي واستقلال القرار الاستراتيجي".
وأضاف الشنقيطي"الموقف الأمريكي المراوغ في اليمن دليل جديد على أن إيران أصبحت حليف واشنطن الفعلي، والدول العربية مجرد أوراق أمريكية لتحسين شروط هذا الحلف".
وختم تغريداته"خيار أمريكا في اليمن هو منع هزيمة الحوثيين وإيران وخيارها في سوريا هو منع هزيمة الأسد وإيران، ومع ذلك يراها المغفلون عندنا ظهيرا ونصيرا!".
ويجيئ السؤال الهام الذي يطرح نفسه وبقوة ما هي الأوراق التي في يد السعودية والتي تجبر الحليف الأمريكي على إعادة النظر في علاقته مع المملكة؟
إن تنوع التحالفات والاستقلالية هو المطلوب الآن، فها هي تركيا حليف لأمريكا ولكنها ليست تحت الوصاية الأمريكية، فلنتجه إلى روسيا، والصين، وقد فعلتم خيرا بصفقات أسلحة متنوعة من روسيا وفرنسا، فلا ترموا كل البيض في سلة «الشيطان الأمريكي»، ولكن على المملكة أن تمسك بكل الملفات وتنزل إلى الساحة لتكون ندا حقيقيا لإيران، وبعيدا عن الحلف الأمريكي، ولا تكرروا أخطاءكم.
ولا تنس المملكة أن بها الحرمين الشريفين وهما قبلة أكثر من مليار مسلم سوف تقف أمريكا وإيران كثيرا قبل أن تفكر في شئ يضر بهما، خاصة أن المليار مسلم هم الظهير الشعبي الكبير للزود عن الحرمين الشريفين.
فهل أنتم مدركون لكل هذا؟
«4»
§       ولاؤنا لمن؟
الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة، وشرط من شروط الإيمان، تغافل عنه كثير من الناس وأهمله البعض فاختلطت الأمور وكثر المفرطون.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله، ولا يبغض إلا لله، ولا يواد إلا لله، ولا يعادى إلا لله، وأن يحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله.
القضية أجابَ فيها القرآن وأبان: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ . {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} ]9[
لا ولاء إلا لرايةٍ واحدة، وبين المؤمنون {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ]10[
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ} ]11[
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ]12[
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} ]13[
وهذا عبادةَ بنُ الصامتِ رضي الله عنه يجيءُ إلى رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قائلاً:
يا رسولَ الله إن ليَ مواليَ من يهودٍ كثيرُ سلاحُهم، قويةُ أنفسُهم، شديدةُ شوكتُهم، وإني أبرأُ إلى اللهِ ورسولِه من ولايةِ يهود وأتولىَ اللهَ ورسولَه والمؤمنين.
وعلى الجانب الآخر نجد عبدَ اللهِ ابنَ سلول يقول: إني رجلُ أخافُ الدوائرَ ولا أبرأُ من ولايةِ مواليَ، فأنزلَ اللهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} ]14[
ننظر إلى صورةِ الولاءِ للهِ ولرسولِه وللمؤمنين في موقفِ كعبِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه يومَ هجرَه المسلمونَ فلم يكلمِه منهم أحدُ، فإذا الوجوهُ في وجههِ جامدةُ لا تنطقِ بكلمةٍ، ولا تنفرجُ عن بسمةٍ، حتى تغيرت عليه الأرضُ فما هي بالأرضِ التي يعرف، وتغيرَ عليه الناسُ تأتيه رسالة من ملكِ غسانٍ تقول: إنه قد بلغنا أن صاحبَك فقد جفاك فألحق بنا نواسك.
فإذا هو يستقبلُ هذه الرسالةَ فيذهبُ بها مسارعا إلى التنور ليحرقَها، ويأتي منزعجاً إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قائلاً: يا رسولَ الله بلغَ بي أن طمِعَ بي رجلُ كافر.
وهذا الجلاسُ ابنُ سويد رجلُ من المنافقين ولكن كان ربيبُه في حجرِه صبيُ من صبيانِ المسلمين كان أبنا لامرأته، جلسَ إليه يوما فإذا هو يتحدثُ ويقول: لأن كان ما يقولُه محمدُ حق فنحنُ شرُ من الحُمرِ التي نركبُها.
هكذا قالَها المنافقُ حال نفاقِه، وظن أنهُ يقولُها بعيدا عن كلِ غيرةِ من إيمان، وإذا بذاكَ الربيبِ الصغيرِ يقولُ كلماتٍ عظيمةٍ مخاطبا الجُلاس وهو زوجُ أمِه قائلاً له: أما إنكَ لأحبُ الناسِ إلي، وأحسنُهم عندي بلاءَ، وأعزُهم عندي أن يصلَ إليه شيءُ يكرهُه، ولكنَك قلتَ مقالةً إن أنا ذكرتُها فضحتني، وإن أنا كتمتُها أهلكتني، ولإحداهُما أهونُ عليَ من الأخرى.
الفضيحةُ أهونُ عليَ من الهلَكة، وإذا به يحملُ كلمةَ زوجِ أمِه ووليَ نعمتِه إلى رسولِ الله صلى اللهُ عليه وسلم معلنا براءتَه منها ومن قائلِها يوم نقلَها.
فيستدعي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الجلاسَ، ويسألَه عن مقالِ عميرَ ابن سعد فيفزعُ إلى الكذِبِ والحلِف، فيأتي الوحيُ من السماء مصدقا الصبيَ مكذبا المنافقَ: {يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} ]15[
قال الجُلاسُ حينَها: أما إنه قال وصدق، وإن اللهَ قد عرضَ عليَ التوبةَ وإني أتوبُ الآن.
قال -جل وعلا-: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} ]16[
الموالاةِ والمعاداة هو دينُ الله الذي جاء به محمدُ صلى اللهُ عليه وسلم: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} ]17[، [18]
يقول الشيخ حامد العلي: " حكم موالاة الطاغوت «الصفوي»، كحكم موالاة الطاغوت «الصهيوصليبي» وأذنابه، وخطر الإمبرياليّة الصفوية الحاقدة، كخطر الإمبريالية الصهيوصليبية الخبيثة".
ويضيف "أعني بالتحديد : نظاما سياسيّا له مشروع توسّعي خطير، وهـو نظام مستبـدّ طاغية، يرزح تحته شعب يعاني من طغيانه، يتمــدّد كالأخطبوط في بلادنا، وامتـدّ إجرامه الذي لايُوصف بشاعة إلى جيرانه،
قـد تحالف بغير رادع من حضارته الدمويّة البشعـة، مع طغاة مثله، ويحلم بهيمنةٍ، إذا حققها، أباد أمّتنا، وتنكّر لجميع ما تعرف من مقومات هويّتها، وثقافتها، فمن والاه، وأيّده، وسار في ركابه، وأعانه بأيّ نوع من أنواع الإعانة، في أيّ مكان، فحكمُه في شريعة التوحيد، حكمُ من أعان المشروع الصيهوصليبي سواء" .
ويشير الشيخ حامد العلي "من يعلم منطلقات الطاغوت الصفوي التي بها يرسم سياسته، ويحدد أهدافه، ومن يطّلع على مرجعيته الفكرية، وعدوانه على الأمّة في الواقع، ثمّ لايتبيّن له أنّه طاغوت يهدد أمّتنا، فقد بلغ مبلغا لاينفع معه الحوار، أو أنّه ينطلق من غير عقيدة التوحيد، فليولّه الله تعالى ما تولّى، وعاقبتُه عاقبة من تولّى" .
«5»
§       «حلف الفضول» السني
الأمة اليوم في أمس الحاجة إلى «حلف فضول» جديد يرفع الظلم ويكسر سيف المستبدين ويطلق الحرية لينهض الناس أحرارا كما ولدتهم أمهاتهم، في مواجهة «حلف صفوي»، و «حلف أمريكي» تآمر الاثنان على أهل السنة.
وكما شارك محمد صلى الله عليه و سلم قومه في الحرب شاركهم أيضا في السلم فشهد معهم «حلف الفضول»، وقد تحدث رسول الله صلى الله عليه و سلم عنه بعد بعثته فقال: (لقد شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعيت به في الإسلام لأجبت). [19]
وسبب هذا الحلف أن قريشا رأت ما أصبح عليه حالها من ضعف وتفكك أدى إلى تطاول القبائل العربية عليها ومهاجمتها في ديارها في الأشهر الحرم, بعد أن كانت مرهوبة الجانب قوية السلطان ورأت أيضا ما جرته عليها حرب الفجار من قتل لرجالها وإفناء لثروتها, فقام الزبير بن عبد المطلب يدعو إلى «حلف» يجمع به شأن قريش ويوحد صفوفها فأجابته جميع بطون قريش وتحالفوا على ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها أو من غيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه حتى ترد عليه مظلمته.
وكان أصل الحلف قبل الإسلام، ومع ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو دعيت به في الإسلام لأجبت» فإذا كان النبي سيجيب به وهو حلف مع كفار ولنصرة كافر، فإنه إذا كان مع مسلمين ولنصرة مسلمين، فهو أوجب وأولى.
اليوم وليس غداً ياجلالة الملك أنت مطالب بتفعيل «حلف الفضول السني» لتنهض الأمة بعد أن تكالب عليها أعداؤها من كل صوب وحدب متآمرين عليها، بل وحكام من بني جلدتنا ويدينون بديننا لم يرقبوا في مؤمنٍّ إلاّ ولا ذمة.
«6»
§       دعم المقاومة في فلسطين
استبشر المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها خيراً لا ستقبالكم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وهو تصويب للبوصلة تجاه المقاومة في فلسطين، وفك للارتباط بإيران، وننتظر استقبالكم لرئيس حركة «الجهاد الإسلامي» رمضان عبد الله شلح أيضا وهو الذي فض ارتباطه بإيران مبكراً لرفضه «تشيع» الحركة وخروجها عن النهج الذي قامت من أجله.

لتكتمل الرؤية وتقود السعودية دعما واحتضانا كل قوى المقاومة لتقليم أظافر إيران في فلسطين.
خاصة أن محاولات إيران مد التشيـع في غـزة باستخدام الوسائل الناعمة مع «حماس» قوبل بالرفض التام من قبل حماس ولا أدل على ذلك من رفـض الحركة مبادرةً إيرانية لإنشـاء مستشفى في غزة يحمل اسم «مشفى الخمـيني».
فلتكمل السعودية الدور الذي تحمله على عاتقها بتحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين، ويومها نقول (هَٰذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا) [20]
«7»
§       الجيش السعودي و«درع الجزيرة»
منذ بدء عملية «عاصفة الحزم» التي شنها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ضد مليشيات «الحوثيين» في اليمن، والأنظار مشدودة إلى القدرات العسكرية السعودية، خصوصا وأن الرياض تشكل العمود الفقري لهذا التحالف، إذ تسهم بنصف الطائرات العسكرية التي تشن ضربات جوية في اليمن.
ووفق آخر تقييم نشرته «غلوبال فاير باور» وهي إحدى أبرز المؤسسات البحثية الأميركية المتخصصة في تقديم قواعد بيانات تحليلية عن القوى العسكرية بالعالم، يعتبر الجيش السعودي الأقوى بمنطقة الخليج العربي، والثالث عربيا بعد مصر والجزائر، ويحل بالمرتبة الـ28 ضمن قائمة تضم 126 دولة.
من هنا العمل وبكل قوة على رفع كفاءة الجيش السعودي وتأهيله ليكون جيش المنطقة الذي يهاب جانبه على كافة الأسلحة البرية والجوية والبحرية والاستخباراتية، وتدريبات ومناورات مع الجيوش الأعلى كفاءة كالجيش التركي، والباكستاني، وإجراء مناورات عسكرية مع جيوش عالمية كفرنسا، وروسيا، وألمانيا.
فالمرحلة التي تعيشها الأمة العربية الآن تستدعي ذلك وأكثر.
قوات درع الجزيرة
قوات «درع الجزيرة» العسكرية أنشأتها دول مجلس التعاون الخليجي «السعودية، والإمارات، والكويت، وقطر، والبحرين، وعمان» لهدف معلن هو إيجاد قوة خليجية قادرة على القيام بالمهام المطلوبة للدفاع عن أمن الخليج وردع أي اعتداء تتعرض له دول الخليج.
اتخذ قرار التشكيل في نوفمبر/تشرين الثاني 1982، حيث أقرت دول مجلس التعاون في دورتها الثالثة بالعاصمة البحرينية المنامة توصية وزراء الدفاع بتأسيس قوة دفاع مشتركة أطلق عليها «قوات درع الجزيرة».
وقد دأبت هذه القوة منذ إنشائها على تنفيذ التدريبات والتمارين المشتركة بشكل دوري مع القوات المسلحة في كل دولة من دول المجلس.
من هنا يتضح أن «درع الجزيرة» تحتاج إلى تدريبات قتالية عالية، وقيادة ذات كفاءة.
«8»
§       «فضائية» لفضح «التغلغل الشيعي»
دخل المشروع «الفکري - السياسي» لنظام ولاية الفقيه في إيران، حيز التطبيق لإنشاء إمبراطورية دينية استبدادية تبسط نفوذها على إيران والبلدان العربية بصورة خاصة والإسلامية بصورة عامة، وليس هنالك من مشروع مضاد يقف في وجهه ويحد من خطورته.
اعتمد «المشروع» على عملية غسل أدمغة الشيعة العرب، وتجلى وتجسد  في المليشيات والجماعات والأحزاب المسلحة والمؤدلجة عقائديا، والتي تعتبر نظام ولاية الفقيه مرجعيتها الوحيدة وتجعل ولاءها له فقط، بينما تضع أوطانها وشعوبها وأمتها والنهج الفکري القويم الذي تربى عليه الآباء والأجداد خلف ظهورها.
ودخل ضمن اهتمامات تطبيق المرحلة الثانية من المشروع «السياسي - الفکري» الاعتمادُ على الفضائيات الموجهة لشعوب عربية تحتل أهمية ومکانة خاصة لدى نظام ولاية الفقيه. [21]
من هنا نجد أهمية كبرى وعاجلة لوجود «فضائية» موجهة للشيعة العرب والإيرانيين تكون ناطقة باللغتين العربية والفارسية، لکي يتم العمل من أجل مواجهة زخم الهجمة الإعلامية الشرسة ضد بلداننا وسيادة دولنا، وتضرب القنوات الشيعية المضللة، وتفضح إيران ومخططاتها و«التغلغل الشيعي» في المنطقة، شريطة أن تكون بمهنية عالية بمستوى لا يقل عن قناة «الجزيرة»، وليس بالمستوى الضعيف لقناتي «صفا» و«وصال».
«9»
§       سلاح المقاطعة
ما الذي يمنع الخليج من المقاطعة الاقتصادية ؟
أولاً .. مقاطعة البضائع الأمريكية
ثانياً.. مقاطعة البضائع الإسرائيلية
ثالثاً.. مقاطعة البضائع الإيرانية


فما أجمل البدء بما ذكره الشيخ سلمان العودة في مقالة له بعنوان : «المقاومة السلبية... هل تنجح؟» "نجاح غير عادي أن يدرك حلفاء اليهود أن دعمهم لإسرائيل يكلفهم الكثير، وأن صبر المسلمين والعرب إزاء انحيازهم المكشوف لليهود آخذ في النفاد."
فلا ينكر أحد الدور العظيم الذي ستؤديه المقاطعة للسلع والمنتجات الأمريكية و اليهودية من تقليل نسبة الأرباح ولو كانت 10% فإنها تعتبر خسارة لمن يعيشون بالأرقام!!
كما ينبغي تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية ضد إيران، فهي تصدر لنا المواد المتفجرة والمخدرات وتزرع الخلايا النائمة ونحن ندعهما، من هنا تصبح المقاطعة أقوى سلاح يستخدم ضد إيران و يدفعها لمراجعة حساباتها السياسية فى المنطقة العربية، لذلك تصبح المقاطعة فرض عين على كل مسلم.
خاتمة
اختم رسالتي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتوجيه هذا السؤال: القتل في سوريا والعراق بماذا يتم؟هل بالنووي أم بالبراميل الإيرانية؟
مهمتكم يا جلالة الملك هو وقف الظلم الإيراني بالمنطقة ووقف التوسع والتغلغل الصفوي، ونصرة فلسطين ولبنان وسوريا والعراق ومصر، وسيريكم الله نصرا قريبا إن شاء الله في اليمن، وسيحشد ذلك كله شعوب المنطقة خلف قيادتكم يا جلالة الملك.
(فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) [22]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
]1[ شبكة البصرة
]2[ المصدر السابق
]3[ المصدر السابق
]4[ المصدر السابق
]5[ ترجمة شؤون خليجية
]6[ الجزيرة
]7[ الجزيرة
]8[ الخليج أونلاين
]9[ المائدة: 56
]10 [التوبة: 71
[11] الممتحنة: 1
[12] المائدة: 51
[13] المائدة: 57
[14] المائدة: 51 – 52
[15] التوبة: 74
[16] المائدة: 81
[17] المائدة: 55
[18] الشيخ عبد الوهاب الطريري
[19] سند صحيح لولا أنه مرسل. ولكن له شواهد تقويه وأخرجه الإمام أحمد مرفوعاً دون قوله, لو دعيت به في الإسلام لأجبت وسنده صحيح
[20] يوسف: 65
[21] الجزيرة

[22] غافر: 44

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

FON PERDE MODELLERİ
sms onay
mobil ödeme bozdurma
nft nasil alınır
Ankara evden eve nakliyat
trafik sigortası
dedektör
web sitesi kurma
aşk kitapları

إرسال تعليق

بحث

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م