محمود نور الدين .. صائد
جواسيس الصهاينة في القاهرة
محمود نور
الدين واحد من الفرسان الذين لم يقبلوا أن تطأ الموساد أرض مصر الطاهرة, عاش واستشهد
في زنزانته دون أن يسمع الكثيرون عنه , ويرجع ذلك لطبيعه التنظيم الذى قام بإنشائه
.
عمل نور
الدين لمدة 20 عاما في إنجلترا بالسلك الدبلوماسي المصري بالإضافة إلى دائرة
المخابرات وكان عمله مختصا بمتابعة النشاط الصهيوني في بريطانيا، وهو حاصل على
وسام للشجاعة أثناء حرب أكتوبر 1973 ، واستقال من عمله بعد زيارة السادات للقدس
المحتلة عام 1977, وبين عامي 1980 و1983 تعاون نور الدين مع صديقه القديم خالد عبد
الناصر نجل الزعيم الراحل، وعاد كلاهما إلى مصر في 1983. وخلال ستة أشهر، شكل نور
الدين تنظيمه المسلح السري الذي أطلق عليه "ثورة مصر"، وكان الهدف
الرئيسي لهذا التنظيم هو تصفيه جواسيس الموساد العاملين تحت غطاء السلك الدبلوماسي
. ورفض
نور الدين رفضا قاطعا اغتيال أي مصري أيا كان موقفه السياسي حتى لو ثبت أنه جاسوس،
وكان يردد دائما أن "صدور الصهاينة أولى بكل رصاصة".
استمر تنظيم "ثورة مصر" فى تنفيذ عملياته الناجحة الواحدة تلو
الأخرى ، وإثارة فزع الموساد, وظل اسم التنظيم يذاع فى وسائل الإعلام مقرونا
بعمليات تصفيه الموساد فى مصر منها : عمليه قتل مسئول الأمن فى السفارة الصهيونية "
زيفى كدار" الذى أعلن التنظيم قتله فى يونيو 1985, .. وكذلك قتل "ألبرت
أتراكش" المسئول السابق عن الموساد فى إنجلترا والذى كان يعمل فى مصر وتم
قتله فى أغسطس من نفس العام , .. وأيضا الهجوم ضد الجناح الصهيوني في معرض القاهرة
التجاري بمدينة نصر عام 1986والهجوم على سيارة تابعة للسفارة الصهيونية أمام
المعرض مما أسفر عن قتل الملحق الثقافي الصهيوني وجرح إثنان من رفقاء وزير السياحة
الصهيوني الذي كان يزور المعرض.
ووسع تنظيم "ثورة مصر" نشاطه ليشمل الأمريكيين , فأمريكا هى
الحليف الأكبر للكيان الصهيونى , فاستهدف 3 عاملين أمريكيين فى السفارة الأمريكيه بالقاهرة
فى مايو 1987 .
أصبح تنظيم "ثورة مصر" مطلوبا من المخابرات المصرية و الأمريكية
و الصهيونية .. وهنا جاءت الخيانة .. على يد شقيقه عصام الذى كان يتعاطى المخدرات
ويريد المال اللازم لشرائها ،إتصل
عصام بالسفارة الأمريكيه فى القاهرة , وما أن قال لعامل الإتصال أنه الرجل الثانى
فى تنظيم ثورة مصر وطلب موعدا للقاء السفير حتى إنقلبت السفارة رأسا على عقب، وفى
غرفه مغلقه ضمت السفير الأمريكى وعصام نور الدين ومسئول المخابرات الأمريكيه وآخر
من الموساد , شرح الخائن على مدار الساعات الأربع كيفيه عمل تنظيم ثورة مصر، بل
وصل الأمر أن قام بالإتصال أمام مسئولى السفارة بعدد من أعضاء التنظيم لضمان مصداقيه
كلامه , ثم ختم خيانته بتقديم " نوته " تحتوى على أسماء جميع رجال التنظيم
وأرقام هواتفهم وعناوينهم .
وحوكم نور الدين مع 10 من المتهمين، من بينهم خالد جمال عبد الناصر، ووضع
فى السجن ليقضى فيه 11 عاما بعد أن حكم عليه بعقوبة 25 عاما قبل أن يلقى ربه
"شهيدا " في سجن طره جراء الحمى وبعد أن رفضت سلطات السجن تحويله إلى
مستشفى متخصص لإخضاعه لفحوص مدققة لا يمكن أن تجري في مستشفى السجن، طبقا لبيان
أصدرته المنظمة المصرية لحقوق الإنسان.
وفي 16
سبتمبر 1998 شيع جثمان محمود نور الدين في وداع مهيب عشية الذكرى العشرون
لإتفاقيات "كامب ديفيد" التي، وهي الاتفاقية التي أقسم نور الدين على
محاربتها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق