الأحد، 2 سبتمبر 2012

شهداء عصر التطبيع (2-3)



سليمان خاطر .. الجندي الذي قتل 7 صهاينة اخترقوا الحدود وأهانوا العلم المصري

كلّ شيء كان هادئاً في موقع النقطة 46 التي أوكل إلى رجالها تأمين حدود مصر والتي وصفتها النيابة العسكرية التي حققت، مع المجند سليمان محمد عبد الحميد خاطر - الشاب الشرقاوى – ذو الـ 24 عاما بأنها:
"جبلية صخريّة شديدة الوعورة"وبالتالي، فلا يمكن لأحد أن يخلط بينها
وبين المناطق السياحية ليبرّر تواجد الصهاينة فيها. إنها منطقة غير
سياحية، ولا يجوز اعتبارها غرضاً سياحياً، بل إن أقرب مكان سياحي لها، يقع
على بعد 21 كم جنوباً و46 كم شمالاً.
كان الوقت بعد الغروب بقليل.. وفجأة، أخذت أخيلة تتراقص أمام عينيّ سليمان خاطر، زاحفة نحوه، ولاحت له بينها أجساد عارية لنسوة ورجال، أخذ يرقبها وهي تتقدم حتى إذا أصبحت على مدى قريب منه، وزاوله كل شكٍ باليقين بأنها إنما تقصده وتقصد بالأخص نقطته التي كلّف بحمايتها ومنع أحد من دخولها، صرخ يأمر المتقدمين بالتوقف مخاطباً إياهم باللغة الإنجليزية لكنه عرف من أشكالهم وعريهم أنهم غرباء، ولكنهم لم يتوقفوا.. واستمروا في سيرهم المريب، حتى إذا لم يدعوا أيّ مجال للانتظار، أطلق النارفي الهواء محذّراً، ولكنهم سخروا من تلك النار، فوجهها نحوهم بعد أن فرغ صبره، وبعد أن رأى بعضهم يبصقون باتجاهه، وباتجاه علمه المصري، فكان أن سقط سبعة قتلى وجريحان.
تلك هي القصة الحقيقية كما قال في اعترافه أمام المحقق العسكري:
"دي نقطة ممنوعة، وممنوع احد يتواجد فيها، وده أمر. ولاّ يبقى خلاص نسيب
الحدود ونهدّي النار؟ أمّال انتم قلتم ممنوع ليه؟ أنا لو كل واحد أسيبه يخشّ النقطة، برضه حتحصل عواقب وخيمة".
وفجّر سليمان خاطر قضيّتين خطيرتين:
الأولى تتعلق بالمهمات التجسّسية التي تقوم بها النساء الصهيونيات كما يقول خاطر:
"عملت سكرانه ومسطوله ودخلت ونامت في شاليه فيه جهاز إشارة. وطبعاً دي
جايه مأمورية وأخذت التردد أكيد، ومشيت. وكلهم بيطلعوا مأموريات واحنا
بنطلع مغمّضين".
أما القضية الثانية فهي ارتباط معظم ضباط وجنود الأمن المركزي في سيناء بالصهاينة. ويقول سليمان هنا:
"كلّه عمال يشتغلوا مع الأجانب وحيضيّعوا البلد. شغّلوا عليهم المخابرات وشوفوا همّه بيروحوا فين".
وفي النهاية أصدرت المحكمة العسكرية الاستثنائية حكمها على خاطر في 28 ديسمبر عام 1985م بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عاما، وتم ترحيله الي السجن الحربي.
وصفته صحف "التطبيع" بالمجنون كما وصفت من قبل الشهيد سعد إدريس حلاوة، وقادت صحيفة "الشعب" وحزب العمل المعارضة من اجل تحويله إلى قاضيه الطبيعي بدلا من المحكمة العسكرية، وأقام الحزب مؤتمرات وندوات وأصدر بيانات وقدم التماسات إلى رئيس الجمهورية ولكن المخلوع لم يستجب لها.
لم تنتهي القصة عند هذا، فبعد 9 أيام داخل محبسه خرجت صحف التطبيع لتقول أن سليمان خاطر انتحر داخل محبسه بأن شنق نفسه على نافذة ترتفع عن الأرض بثلاثة أمتار.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

بحث

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م