اعتبر الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين أن الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي المدافع الأول عن الإسلام في هذا العصر وقال "اعتبر عمارة بعد الشيخ محمد الغزالي هو المدافع الأول عن الإسلام ضد خصومه في الوقت الراهن فهو الذي يحمل سلاح الدفاع عن أصول الشريعة وعن الأمة وعنده من الأسلحة ما يمكنه من مواجهة تلك الخصوم من خلال المعرفة العلمية والقراءة الخاصة".
كما صنفه القرضاوى خلال احتفالية "الدكتور محمد عمارة ..مفكر الوسطية والتجديد "التي أقيمت مساء الثلاثاء بنقابة الصحفيين" من مجددي هذا العصر وقال "عمارة من مجددي هذه المائة مع إخوانه المجددين فهو من الذين هيئهم الله لنصرة الدين وتجدده على منهج الوسطية والتجديد".
ويقول القرضاوى "أن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها "والعلماء السابقون اختاروا أن يكون المجدد واحد في المائة عام –ولكني أري أن المجددين جماعة قد يكونوا في بلاد متعددة أو في بلد واحد بعضهم فقيها -بعضهم مجاهد وبعضهم أصولي وربما يكون بعضهم قائد سياسي لذلك أري أن التجديد مدرسة جماعية تعمل علي تجديد الإسلامي لذلك فالواجب أن يسأل كل واحد نفسه ما دوري في عملية التجديد ؟ولا ينتظر المجدد وأضاف القرضاوى بعض المفسرين يرون أن المجدد يبعث علي رأس المائة العام ولكن من أين تبدأ المائة هل من البعثة ولا من الهجرة -وقال أن المجدد ليس مخترع لدين الجديد.
وقال "عمارة من الرجال الذين اختارهم الله لنصرة هذا الدين وهو من الطائفة المنصورة الذين قال عنهم رسول الله لا تزال طائفة من امتي قائمة علي الحق،وانتقد القرضاوى تجاهل الإسلاميين لتكريم علماء ومفكرين الإسلام وقال " نحن الإسلاميين من أقل الناس تقديرا لعلمائنا ومفكرينا وهذه حقيقة أقولها بصراحة ولا ننوه بعضنا بعض بالشكل الكافي ولا يقتبس بعضنا من بعض علي غرار الاشتراكين والماركسيين الذين يضخم بعضهم بعضا ويزين بعضهم بعضا".
واستمر في نقد تقصير الإسلاميين في التعامل مع علمائهم قائلا " كما أننا كثيرا لا نتحدث عن علمائنا إلا بعد فراقهمن ولكن واجب أن نكرم العظماء وخدام الدين في حياتهم"
وعن منهج الوسطية قال "الوسطية لا تكون إلا مجددة والتجديد لا يكون إلا من خلال الوسطية التي تجمع بين المتناقضات في اتساق وتوازن فهي تمزج بين الروح والمادة وبين الربانية والإنسانية وتصل السماء والأرض والمخلوق بالخالق
وأضاف: ومن هذه الرؤية أنطلق عمارة فهو صاحب رؤية خاصة في تناول الفكر الإسلامي ونقله من الأسلوب أو فقه الاعتذاري والتبرري وكأن الإسلام في قفص الاتهام ولكن عمارة حوله إلي فكر مواجهة الإسلام مع خصومه -وله الفضل في الوقوف للدفاع عن الصحوة الإسلامية وعن الشباب المتهمون بالتطرف
وتحفظ القرضاوى علي وصف الدكتور عمارة لقاسم أمين بأنه من الإسلاميين وقال "قاسم أمين في مرحلته الأولي كان اقرب للإسلام والمرحلة الأخيرة إلي الفكر الغربي ولكن لا مانع "وبلغته المرحة قال هناك خلاف بيني وبين الدكتور عمارة في بعض القضايا وقال مخاطبا عمارة "اللى أكبر منك بيوم يعرف اكتر منك بسنة وأطالب عمارة بالنزول علي رأي أخيه الكبير "وعدد هذه القضايا حول زوج الأجنبيات وقطع يد السارق في المجاعة وخلافنا من الناحية التنظيرية ولكننا نتفق في النتائج .
حضر الحفل كوكبة من المفكرين والاسلامين ومنهم مهدي عاكف المرشد السابق لجماعة الإخوان والدكتور جابر قميحة والدكتور سيد دسوقي والمستشارة نهي الزيني والدكتور آمنة نصير وعدد من أعضاء مكتب جماعة الإخوان المسلمين، ومن جانبه قال الدكتور عمارة أنا ثمرة لدعاء والدي وللشيخ الغزالي والشعراوى وكان الغزالي يدعو لي أن أكون من دعاة الإسلام وحارس لتعاليمه، بينما دعا لي الشعرواي في عزاء شيخ الأزهر الأسبق الشيخ جاد الحق قائلا "ربنا يجعل العوض فيك".
وقال عمارة كان نشاطي السياسي سببا في تأخر تخرجي من الجامعة لمدة 6سنوات ورغم تخرجي من كلية دار علوم إلا أن الحكومة رفضت تعيني في أي من مجال بالثقافة ولو مصحح لغوي في أحد المطابع وتم تعينيي في احدي المجمعات الاستهلاكية ورغم ذلك قررت التحدي بالمثابرة والاجتهاد ،ورغم فقري عزفت عن العمل بالجامعات النفطية وذلك من اجل الفكر–فطموحاتي المادية بسيطة وزوجتي صالحة تدبر أمور المنزل لذلك قال لي صلاح عبد الصبور ذات مرة "المرتب اللي بتحصل عليه هو مرتب الساعي المفترض أن يقف علي بابك"
ويقول عمارة معاشي الأن يعادل الحد الادني للأجور الذي حكمة به المحكمة مؤخرا ولكن الله يباركلي فيها ،لم أكن أدعو الله بالغني ولكن كنت ادعوه باليسر، وكشف عمارة في نهاية الحفل عن قرب صدور كتاب له يرد علي مؤتمر الفاتيكان الذي أقيم الشهر الماضي عن مسيحيي الشرق ،وأوضح أن هجوم الكنيسة عليه زاد من مبيعات كتبه قائلا "هجوم الكنيسة علي خلال السنوات الماضية زاد من مبيعات كتبي 7 أضعاف".
موقع الدستور (الأصلي)
0 التعليقات:
إرسال تعليق