الخميس، 22 يناير 2015

أردوغان: الذين يشاركون بمسيرات من أجل “شارلي إيبدو” يحمون قتلة “حنظلة ناجي العلي




في كلمة ألقاها في مؤتمر اتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي استضافه البرلمان التركي، في إسطنبول، لفت أردوغان إلى أن الغرب : “إذا كانوا يعتبرون أن رسامي الكاريكاتير وحدهم ضحايا للإرهاب، فسأسوق لهم إذًا هذا المثال، ناجي العلي، هو الشخص الذي رسم شخصية حنظلة الكاريكاتيرية، ناجي العلي، طُرِدَ من بلده فلسطين، وعاش في مخيمات اللاجئين، هاجر إلى بريطانيا، إلا أنهم لم يتركوه وشأنه، قُتل ناجي العلي الذي لم يكن يقوم إلا برسم الرسوم الكاريكاتورية بعملية اغتيال وسط لندن، لم يخرج أحدٌ آنذاك ليقول بأن ما جرى هو إرهاب إسرائيلي، لم يخرج أحدٌ آنذاك ليقول لنا بأن ما جرى هو رصاصة في صميم الفن، والفكر الحر، وحرية التعبير. إن الذين يقومون بحماية قتلة ناجي العلي، والتربيت على أكتافهم، يخرجون الآن ويقومون بمسيرات من أجل من قتلوا في باريس، نحن نشاهد كل ما يحدث، فليخرجوا من أجل من قتل في باريس، لا ضير في ذلك، لكن لنكن منصفين ورحماء، فجميع المسلمين يرون هذا الظلم وعبثية الكيل بمكيالين، بل يجب أن يروه، خاصة وأن كل عاقل وصاحب ضمير حي، يرى اللعبة الجارية بكل وضوح”.

وطالب الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بإصلاح مجلس الأمن الدولي، وقال إن 196 دولة في الأمم المتحدة، غير راضية عن حالة مجلس الأمن في الوضع الراهن، وجميعها يصرّح بذلك، ولكن عند التطبيق تكون دائمًا كلمة الفصل للإمبريالية والقوى المهيمنة. جاءت تصريحات أردوغان، ولفت أردوغان إلى وجود 56 دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي، ورغم ذلك كلمة المنظمة غير مسموعة في مجلس الأمن، مبينًا أن ثلث مجلس الأمن تمثله دول إسلامية، متسائلًا: “ألن نقدم على أي خطوة في هذا الاتجاه؟”.
وأضاف الرئيس التركي أن هناك عمليات خطيرة تجري في العالم الإسلامي، و”المسلمون يذبحون بعضهم بعضًا ويتناحرون فيما بينهم، وعند النظر إلى الدم النازف نجد أن القاتل والمقتول من المسلمين، وهذا يعني أننا نبتعد عن قيمنا، والأصل أن نضع جميع خلافاتنا جانبًا”؛ مشددًا على “ضرورة تفعيل العقل المشترك وأدوات الحلول المشتركة”. وأشاد أردوغان بالتوافق الذي تشكلت على أساسه منظمة التعاون الإسلامي، واتحاد برلمانات الدول الأعضاء فيها، واصفًا إياه بأنه “ذو مغزى وقيمة”. وقال إن المشاورات التي تجريها الدول الإسلامية وممثلو العالم الإسلامي في محفل واسع، وإجراءهم لقاءً على أرضية واسعة، يمثل فرصة نادرة في الوقت الحاضر والمستقبل، مشددًا على ضرورة اغتنامها. ولفت أردوغان إلى أن القضية الفلسطينية تشهد يوميًا مأساة إنسانية،، منذ قرابة قرن من الزمان.
مقتل 350 ألف إنسان سوري
وأوضح الرئيس التركي، أن النظر من زاوية المصالح، والزاوية الحزبية أدى إلى مقتل 350 ألف إنسان سوري، وتهجير أكثر من 7 ملايين آخرين، ومقتل العشرات يوميًا من المدنيين بينهم أطفال ونساء، ولا يعتبر النظر من هذه الزاوية عملًا إنسانيًا أو يمت للإسلام أو للضمير بصلة. كما لفت أردوغان في هذا الإطار أن بلاده تستضيف نحو مليون و700 ألف لاجئ سوري، وأنها أنفقت 5.5 مليار دولار أمريكي، كمساعدات وخدمات لهم، في حين وقف العالم متفرجًا حيال ذلك، ولم يقدم أي مساعدات في هذا الإطار؛ مشيرًا أن إجمالي عدد اللاجئين السوريين الموجودين في كل دول أوروبا لا يتجاوز 130 ألف لاجئ، في الوقت الذي يوجد فيه أكثر من مليون ونصف لاجئ في لبنان، ونحو مليون آخرين في الأردن.
أفغانستان ومصر وليبيا
وأشار الرئيس التركي إلى أن أفغانستان ومصر وليبيا تعيش نفس الظروف، مشددًا على ضرورة التفكير سويًا لإنهاء المعاناة فيها ومواجهة الصراعات والإرهاب، والفقر، والتمييز، والتفرقة. وتساءل أردوغان مخاطبًا العالم: “هل مجرد الشعور بالألم إزاء قتل الأطفال الفلسطينيين، يعفينا من تحمل المسؤولية؟ وهل وخز الضمير إزاء مقتل آلاف السوريين، وهجرة الملايين، والموت تجمدًا من البرد في المخيمات، يعفينا من المسؤولية؟ وهل قتل الأخوة العراقيين لبعضهم، والقتل في المساجد، وفي الأضرحة، يعفينا من الحساب؟”.
النبي خط أحمر

وتطرق أردوغان إلى الرسوم الكاريكاتورية، التي نشرتها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، والتي تمثل شخص الرسول محمد (ص) قائلًا: “إن حرية التعبير، لا تعني فعل كل شيء، وكتابة كل شيء، ورسم كل شيء دون ضوابط، حرية التعبير، لا تمنح أحدًا الحق بالتطاول على القيم المقدّسة، إن الذين يختبئون وراء حرية التعبير، ويرسمون رسومًا كاريكاتورية بحق نبيّ الإسلام، عليهم أن يروا ما الذي فعلوه، وكيف تسببوا بالألم للبعض، وكيف أوقدوا فتيل التحريض. في الواقع، إن الذين يحرصون على توخي الدّقة في تصرفاتهم، لكي لا تتسبب بأي أذى لليهود أو خوفًا من أن يلصق بهم وصف معاداة السامية، عليهم أن يتوخوا الدّقة، وأن يتصرفوا بنفس الطريقة المسؤولة، تجاه النبي محمد والمسلمين؛ لأن النبي محمد هو الخط الأحمر لجميع المسلمين”.
العنف والظلم والإرهاب
واعتبر أردوغان الحديث عن الإرهاب عقب هجمات باريس، والحديث عن العالم الإسلامي تغطية على العنف، والظلم، والإرهاب، كما اعتبر التحريض على العداء وكراهية الإسلام في دول مختلفة من العالم، وعلى رأسها دول الاتحاد الأوروبي، أنها بادرة خطيرة جدًا على مستقبل الإنسانية، مضيفًا: “إن الذين بدأوا يوجهون إلى العالم الإسلامي والمسلمين دعوات، لإجراء نقد ذاتي في أعقاب الهجمات الإرهابية الأخيرة، هم الأحوج لإجراء ذلك النقد، وعليهم مساءلة أنفسهم ومحاسبة ذاتهم”.
إسبانيا وتحالف الحضارات
وأردف أردوغان قائلًا: “لقد انخرطنا مع إسبانيا في تحالف الحضارات، وهناك حوالي 150 دولة ومنظمة دولية انضموا إلينا، إذا لم ننجح في هذا التحالف فسيتجه العالم نحو صراع الحضارات، وسيشكل كارثة بالنسبة لنا، نحن مجبرون على النجاح في تحالف الحضارات، ملزمون بأن ننجح بذلك سويًا”.
وفي تطرقه إلى قضية الإرهاب، قال الرئيس التركي: “كما ترون، فقد ظهر تنظيم إرهابي يدعى داعش، يقوم بقتل المسلمين باسم الإسلام، علينا أولًا أن نسأل: من أين حصلوا على تلك السلطة التي تبيح لهم ذلك؟ “داعش” الآن يحتل 40% من العراق، وينشر الإرهاب والخوف في سوريا، تاركًا وراءه الآلاف من القتلى”، مضيفًا: “إن الإرهابيين والمنظمات الإرهابية، لا يمثلون بأي من الأحوال العالم الإسلامي والمسلمين، وليسوا متحدثين باسمهم، ولن يكونوا كذلك”.
(التقرير)


0 التعليقات:

إرسال تعليق

بحث

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م