الأحد، 3 نوفمبر 2013

شريف عبدالحميد يكتب: كلاب الحراسة


من قرأ كتاب "كلاب الحراسة" لـ"بول نيزان" أو كتاب "كلاب الحراسة الجدد" لـ"سرج حليمى" أو كتاب «فى التلفزة ونفوذ الصحافة» لـ"بيير بورديو" أو شاهد الفيلم الوثائقى "كلاب الحراسة الجدد".. سيجد أن الأمر ينطبق تماما على وسائل الإعلام المصرية التى تحولت إلى كلاب أليفة تجلس على حجر قائد الانقلاب العسكرى الدموى عبد الفتاح السيسى وتراعى مصالحه ومصالح الانقلابيين من أجل أن تظل منظومة الفساد والديكتاتورية مستمرة.
ووسائل الإعلام المصرية غارقة حتى النخاع فى علاقة مفضوحة مع سلطة المال والإعلانات (مجموعة شويرى الصهيونية للإعلان وعلاقتها بشبكة قنوات الحياة.. وام بى سى مصر) وفساد بعض رجال الأعمال الذين استولوا على أموال البلاد طوال حكم المخلوع مبارك.
"كلاب الحراسة" الذين يتحدث عنهم الفيلم الوثائقى هم مجموعة من الصحفيين والمفكرين ''النجوم''، أوكلت لهم مهمة الدفاع عن النظام بشكل سافر، وكيف ابتعدوا
عن اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﯿﺔ واﻟﻤﻮﺿﻮﻋﯿﺔ واﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ، وارتبطوا بالمؤسسات التجارية والمالية الكبرى التى تملك أهم وسائل الإعلام وتسيطر عليها، التى يتدخل أصحابها فى سياسات الجرائد والقنوات الفضائية التى يملكونها، بغرض توجيه الرأى العام.
"ﻓﻜﯿﻒ ﻟﻺﻋﻼم أن ﻳﻜﻮن ﺿﺪ اﻟﺴﻠﻄﺔ وﻣﻌﻈﻢ اﻟﺼﺤﻒ واﻹذاﻋﺎت وﺑﻌﺾ اﻟﻤﺤﻄﺎت اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﯿﺔ ﻣﻤﺘﻠَﻜﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺟﺪا ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ؟".
وﻳﺴﺨﺮ اﻟﻔﯿﻠﻢ ﻣﻦ "اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ" اﻟﺘى ﺗﻘﻮد إﻟﻰ "اﻟﺘﻮاطﺆ" ﺑﯿﻦ اﻟﺼﺤﻓﯿﯿﻦ ورﺟﺎل اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ، وﻣﻌﮫﻢ أﺣﯿﺎﻧﺎً اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﻮن.
وﻳﺘﺠﻠﻰ ھﺬا في ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺗﺒﺎدل ﻟﻠﺨﺪﻣﺎت، ﻓﯿﺪﻋﻰ إﻟﻰ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ في اﻟﺤﻮارات ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻼﻋﺒﯿﻦ ﻓى اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻹﻋﻼﻣﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ.
''كلاب الحراسة'' ألفه بول نيزان سنة 1932، لفضح المثقفين الفرنسيين البرجوازيين، فأصبح يمثل رمز "المثقف الهامشى"، الذى يحرك سكون الثقافة الفرنسية، ويدفعها نحو إعادة النظر وتشكيل منظومة أفكار تخدم الحقيقة وليس النظام القائم. وتنبأ نيزان بسلبية المثقف الفرنسى وعدم قدرته على الكشف عن الأزمات وصمته عنها، ورفضه فضح تجاوزات السلطة.
ويفضح كتاب "التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول" للمفكر الفرنسى بيير بورديو الدور الذى تقوم به وسائل الإعلام الحديثة من تلاعب وتأثير فى عقول الناس، وكيف تقوم هذه الوسائل -وفى مقدمتها الفضائيات التلفزيونية- بتشكيل الأفكار والرأى العام عبر من يتحكم بهذه الآليات وبإداراتها لتطبيق ما يسمى بالأيديولوجيا الناعمة، التى تتمثل بتلك الجرعات اليومية واللحظية التى تبثها محطات تلفزيونية بعينها من خلال الوسائط المتعددة والإنترنت وسواها.
ولذلك، فإنّ الذين يضعون أقلامهم وإعلامهم فى خدمة "الانقلاب" يستحقون أن يُفضحوا على الملأ، خصوصا أن أعمالهم شاهدة عليهم بما يصنعون، ومن كان هذا حاله، فيصدق وصفه كما يُوصف الكلب الذى عُرف بشدة الوفاء لولى نعمته، فتراه يقوم دائما على حراسته والذّب عن ممتلكاته.

فهل يا ترى نفيق قبل فوات الأوان ونكون أﻛﺜﺮ تنبهاً ﻟﻤﺎ ﻳﺪور في ﻣﺤﯿﻄنا ونوقف تغول "كلاب الحراسة" أكثر من ذلك؟
sherif_abd67@yahoo.com

0 التعليقات:

إرسال تعليق

بحث

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م