مجدي أحمد حسين يكتب : نجاح الثورة أو الموت

ليعلم المجلس العسكرى المبجل ، وأيضا لتعلم قوى الثورة وهى تعلم بالفعل ، أنه لم يعد هناك حل وسط : إما استكمال الثورة أو الموت . لقد كنت شخصيا من أكثر من دعم المجلس العسكرى ودعا إلى التجاوز عن أخطائه إذا كان يسير فى طريق تسليم السلطة ، وقد كنت من أكثر الناس تركيزا على ضرورة التعجيل بالانتخابات ، ورغم ذلك فإن الصلف الذى يتصرف به المجلس العسكرى وتوجهه الأصيل لكبح الحريات ، يجعلنى أنضم للقائلين بضرورة إمتثال المجلس العسكرى لطلبات القوى السياسية المشروعة بخصوص الانتخابات ، وليعلم المجلس أن الانتخابات ليست ذلة ، بمعنى أن الرغبة الجارفة لدى القوى الوطنية فى إجراء الانتخابات لاتعنى أن يركعوا لكل مايريده المجلس العسكرى اعتمادا على ترزية قوانين حكم مبارك . وفى نفس الوقت نجد إسهالا من القرارات الاستبدادية : من بينها تعدد مصادرة الصحف ، فبعد وقف جريدة الشعب فى منتصف شهر رمضان ، تمت مصادرة أعداد لصوت الأمة وروزاليوسف والفجر. ووصل الأمر إلى إصدار إعلان عسكرى سرى يوم 25 سبتمبر ، فى تصور أن ذلك يحصن قانون الانتخابات المعوج ، وهو تلاعب كامل فى فكرة القانون والدستور ، ونسيان كامل بأننا فى مرحلة ثورة لاتنشغل كثيرا بحكاية عدم الدستورية لأن الدستور فى حكم الملغى . والمحكمة الدستورية من المفترض تسريح أعضائها وإحالتهم إلى المعاش لأن الدستور نفسه قد تم الغاؤه. كما أن إصدار اعلانات دستورية بهذا الشكل أى فى جنح الليالى يفقد الاعلانات الدستورية أى احترام ، كما أن المجلس العسكرى يجب أن يدرك أنه ليس مجلس ثورة بحق وحقيقة فيجب عليه عدم الاكثار من هذه الاعلانات وكفى ماجرى لنا من اعلانه الدستورى الذى أربك الحياة السياسية ، بتمسكه بمجلس الشورى والعمال والفلاحين وكوتة المرأة . كفى ارباكا للحياة السياسية ، ولاتدفعوا الشعب دفعا لكى يمزق مضمون الاستفتاء ، ويعيد ترتيب الأمور من أول وجديد ، حتى إن تطلب الأمر إحياء فكرة مجلس وطنى انتقالى. إن سحب الثقة من المجلس العسكرى بدأ على الانترنت وربما ينتهى فى شوارع مصر .

فيا أعضاء المجلس العسكرى : تفكروا تدبروا إنه لقول فصل وماهو بالهزل . واذا كانت الدنيا اتلخبطت وخلاص ، وتم تمديد عملية تسليم السلطة لمدة سنتين ، فلم يعد لدينا كشعب مانخسره ، وسنواجهكم كما واجهنا مبارك ، فاعتبروا يا أولى الألباب

magdyahmedhussein@gmail.com