الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

محمد حماد يكتب عن :حجازي فنان الكاريكاتير الجميل


رسام الكاريكاتير المصري الشهير حجازي له عشرات الرسوم الكاريكاتورية المميزة، ولكن بعضها يستهوني وقادر على أن يجعلني أقف أمامه كل مرة مملوءا بالدهشة التي مذ ولت تبلدنا، يدهشك عبقرية الرسم الكاريكاتوري ليس فقط من حيث الفكرة ولكن من حيث أن هذه الفكرة تختزن داخلها الكثير من القضايا التي يرسمها حجازي ببساطة قد تجعل الساذج يتصور أنه يمكنه أن يأتي بمثلها وما هو بقادر ولا هي تأتي إلا لمثل من كان في صفاء وعبقرية وجمال شخصية حجازي.
من هذه الرسومات ذلك الرسم الذي يمثل الشعب فيه واحد تحيط به الحكومة من كل جانب، ليس كشعب له حكومة ولكن حكومة طلع لها شعب، الأصل فيها هو الحكومة والشعب مجرد إكمال لمربع واحد تتحكم فيه الحكومة من كل جانب.
والرسم يقول ايضا أن لكل واحد من الشعب جيش من البوليس، لا ليحرسه ولا ليكون في مأمن، ولكن لتحبسه لكي تبقى الحكومة في مأمن منه، فهي تحيط به لتشل قدرته على التواصل مع غيره من الشعب، ولتسطيع أن تنفرد به وحيدا فتقدر عليه، حكومة ضد التنظيم وضد التشكيلات السياسية التي تفعل دور المواطن مع بقية المواطنين.
ويبدو المواطن في الرسم وكأنه يتحرك بحريته داخل كردون الحكومة، يحيط به من خلفه ثلاثة صفوف من العساكر ويحيط به من أمامه صفان متراصان من الجنود ويحيط به من الجانبين الأيمن والأيسر ثلاثة صفوف من العسكر، وهو حر في كل ما يفعل داخل المربع المحشور داخل كردون الحكومة.
سلمت يداك يافنان.
وستبقى رسومك تعيش على الدوام ما دام هناك حكومة مثل حكوماتنا العربية
ومرة اخرى هذه هي ريشة الفنان القدير حجازي فتحية له من القلب.
وأستطيع أن أراهن المطلعين على هذا الإدراج ان كل واحد فيهم يمكنه أن يقرأ في الكاريكاتير موضوعا آخر وأفكارا اخرى غير ما ذكرت، وتلك هي عبقرية حجازي التي لا يباريه فيها إلا القليل من المبدعين  على طول وعرض الساحة الكاريكاتورية العربية.


0 التعليقات:

إرسال تعليق

بحث

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م