الخميس، 15 أغسطس 2013

شريف عبدالحميد يكتب:"فانتازيا" ما قبل الرحيل.. ماذا نفعل يا "سيدنا" جون كيري؟!



في وقت متأخر من إحدى أمسيات هذا الأسبوع، كان الفريق عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري الدموي، جالسا على مكتبه الفخم في مقر وزارة الدفاع، بمفرده، يتحدث في هاتفه المحمول بصوت عال يبدو منه التوتر، قائلا "ماذا نفعل يا سيدي؟"
- الطرف الآخر على التليفون: "...."
- السيسي: "الوقت يمر دون حل والمؤيدون لمرسي يزداد عددهم طبقا لتقارير المخابرات التي قدمها لي تهامي وحجازي، والانشقاق بدأ يدب في معسكرنا كما رأيت من هجوم على الدكتور البرادعي، وهناك كل يوم انشقاق جديد في معسكرات الجيش".
كان من الواضح أن الرجل في مأزق وجودي بمعنى الكلمة، فقد أصبح الأفق أمامه مسدودا، والأحداث تتصاعد في البلاد يوما بعد يوم على عكس ما تشتهي سفن الإنقلابيين، وتأتي الرياح بما لا يشتهي السيسي والبرادعي والببلاوي وغيرهم من أعمدة الحكم غير الشرعي، خاصة أن "حماسة" 30 يونيو لم تعد كافية لتسيير الأمور في مصر، لقد ذهبت السكرة وجاءت الفكرة!
وقبل أن ينهي السيسي مكالمته، دخل ضابط كبير يبدو أنه مدير مكتبه، وقال له " فضيلة شيخ الازهر ونيافة البابا تواضروس والشيخ ياسر برهامي والسيد وزير الداخلية والسيد محمد فريد تهامي واللواء محمود حجازي.. وصلوا يا أفندم".
- خليهم يتفضلوا فورا
دخل الجميع واحدا وراء الآخر، وراح كل منهم يحيي السيسي بيده، فهب الأخير واقفا: "أهلا وسهلا يا سادة".
لم ينتظر الشيخ "الطيب" ليجلس، وقال بلا مقدمات: "إحنا في مأزق حقيقي".
لم يرد السيسي لكن لسان حاله كان يقول "ومن سمعك"!
وأدلى محمد فريد تهامي رئيس المخابرات العامة بدلوه في الموضوع فور جلوسه قائلا "الوضع دخل مرحلة الخطر الداهم يا سادة، كل التقارير التي تصلني تؤكد ذلك، نحن ندخل يوما بعد يوم في طريق الندامة".
وقال اللواء حجازي رئيس المخابرات الحربية "الأوضاع أصبحت على شفا الانهيار في كل مكان، ولم نعد نعرف ماذا نفعل؟".
ولم يظهر على وجه السيسي اي تعبير، بل قال بوجه جامد "أنا هاكلم الأستاذ هيكل أفهم منه نعمل ايه؟".
طلب الرجل رقما فرد عليه الطرف الآخر بعد فترة قضاها السيسي متوترا كأنه يجلس على صفيح ساخن، وقال عند فتح الخط "يا استاذ أنت وعدتني يوم رسمت خريطة الانقلاب أن ينته خلال 72 ساعة وأنا نفذت كل ما طلبته مني ووضعته من خطط، وها هي النتيجة أنت تراها ماذا أفعل، ألا توجد عندك خريطة للخروج؟".
فتح وزير الدفاع السماعة ليسمع الجميع، قال هيكل "أنا نفسي فوجئت بما يحدث، لا أعلم، لا تكلمني لأنك أعلم مني بالأحداث، كلم جون كيري فورا"!
طلب السيسي كيري، وزير الخارجية الأمريكي، فردت عليه السكرتارية بعد طول انتظار، وطلبت منه أن ينتظر 5 دقائق على التليفون، قضاها جميع الحاضرين في ترقب، حتى أن البابا تواضروس اعتبر ذلك "جليطة"، فقال الطيب "الصبر جميل"!
وبعد انتهاء الـ5 دقائق جاء صوت كيري، "هالو عزيري السيسي، ما الأمر؟"
قال السيسي "أنتم رعيتم ما تم خطوة خطوة قبل التنفيذ وبعده، والان انتم مترددون وحتى الرئيس اوباما يرفض الاتصال بي، وترفضون تأييد ما حدث بشكل ظاهر، ماذا افعل الآن؟".
وهنا قال كيري "لا تقلق، كل الأمور تحت السيطرة، لكننا قلقين من إعلان حالة الطوارئ".
- هذا أقل شئ نفعله يا سيدي
-"أوك، ولكن عليكم أيضا أن تجهزوا حقائبكم استعدادا لأي طوارئ"!
- ماذا تقول يا سيدي؟!
وانقطع الخط فجأة، وبدا على وجوه الجميع الخوف والوجوم كأن على رؤوسهم الطير!
وهنا قرر السيسي فض اعتصامي رابعة والنهضة بأي ثمن، والنتيجة كما رأينا آلاف الشهداء والجرحى وبدأ السيسي يعد حقائبه انتظارا للهرب إلى الإمارات.

.. وحسبنا الله ونعم الوكيل

0 التعليقات:

إرسال تعليق

بحث

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م