الثلاثاء، 12 فبراير 2013

المصريون والعرب يُشَيِّعون العالِم رشدي سعيد بأمريكا



شيّع مئات المصريين والعرب جثمان عالم الجيولوجيا الدكتور رشدي سعيد، صباح اليوم الثلاثاء، من الكنيسة الأرثوذكسية القبطية، «سانت مارك» بولاية فرجينيا الأمريكية.

وقالت مصادر مقربة من عائلة سعيد إنهم اتفقوا على دفن الجثمان بالولاية، لأنهم يريدون أن يكونوا قريبين منه.

وصلى الأب بيشوي، راعي الكنيسة، على الجثمان، في حضور الدكتورة وداد، زوجة سعيد، وابنته الدكتورة سوسن، وابنه الدكتور كريم، ومحمد توفيق، سفير مصر لدى الولايات المتحدة، وعدد كبير من مثقفي العرب المغتربين، منهم إدموند غريب، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة واشنطن، والشاعر فؤاد طيرة، والشاعر الفلسطيني، تميم البرغوثي، والكاتب طومان جورجيان، وعالم الاقتصاد الدكتور إبراهيم عويس، والدكتور أحمد عيطة، والعقيد السابق بوزارة الداخلية، عمر عفيفي، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال السفير محمد توفيق، في كلمته بالجنازة، إن «العالم يحتاج أمثال الدكتور رشدي، وهو أحد الداعمين لقضية فلسطين».

وقال الدكتور مجدي خليل، إن «سعيد أستاذ الأجيال وأهم جيولوجي عرفته مصر على مر العصور، مثله مثل جمال حمدان الجغرافي المعروف، وأضاف أنه تعلم على يديه في آخر عشر سنوات، وكان وطنياً فريداً وأحد مؤيدي ثورة 25 يناير».

 كان يحلم بخروج المصريين من الوادى الضيق للصحراء الواسعة

فوق سفينة متهالكة عقب الحرب العالمية الثانية بأعوام خرج الدكتور رشدى سعيد قاصداً امريكا «بداية» تشبه نفس بداية بطل «تايتنك» في الفيلم الذي يعد سلوى المحبين طيلة عقدين، لكنه حط على ارض الأحلام وحيداً، ولد عالم المياه البارز بعد ثورة 1919بعام واحد في حي القللي بشبرا، أما أسرته فتمتد جذورها لقرية منسية بصعيد مصر ذاع صيتها بسبب وجود احد الأديرة التاريخية هناك.. كانت القومية تجري في عروقه، عندما التحق بجامعة الملك فؤاد الأول عقد عليه اساتذته الأمل ليكون فاتح الطريق لمصر في مجال علوم المياه والتعدين لذا دفعوا به نحو (هارفا رد) من أجل أن يدشن مشواره الأكاديمي ويعود لوطنه الأم، إذ تخرج فى كلية العلوم بجامعة فؤاد الاول  (القاهرة الآن) 1937 بمرتبة الشرف الأولى وعند عودته 1951 كانت مصر حبلى بالثورة حيث كان عهد الملكية في النزع الأخير وكان أول مصرى ينال درجة الدكتوراه من جامعة هارفا رد الأمريكية فى الخمسينيات.
حارس النيل غريب في أمريكا
من مفارقات القدر ان الرجل الذي ظل النيل أغنيته التي يغزل عليها أحلامه وعكف لسنوات على فك اسراره قدر له ان يقيم في امريكا اعواما طويلة حتى لاقته المنية هناك وكان يزور مصر خلال فصل الشتاء ثم يعود ادراجه للمنفى وبدأ سعيد العمل بالتدريس فى جامعة القاهرة حتى عام 1968 حيث تولى بناء وإدارة مؤسسة التعدين والأبحاث الجيولوجية وظل فى منصبه حتى عام 1977 ثم غادر البلاد بعد الإفراج عنه حيث اعتقل فى الخامس من سبتمبر 1981 ضمن 1536 من المثقفين والسياسيين شملهم قرار الاعتقال في خريف الرئيس الأسبق أنور السادات.
كتب بالإنجليزية والعربية عدة كتب منها (ملاحظات تفسيرية فى اصطحاب خريطة مصر الجيولوجية) و(الحقيقة والوهم فى الواقع المصري) و(جيولوجيا ما تحت سطح منطقة القاهرة) و(رحلة عمر.. ثروات مصر بين عبدالناصر والسادات) و(التطور الجيولوجى لنهر النيل) و(نهر النيل.. نشأته واستخدام مياهه فى الماضى والمستقبل) وهو عمل موسوعي ضخم يعد من أبرز المراجع العلمية عن النيل ويعد سعيد ابرز من انجبتهم مصر في مجال علوم المياه والتعدين

مشروع تحويل وادي النيل
من أبرز المشاريع التي ظل يحلم بها رشدي سعيد مشروع تحويل وادي النيل  لتعمير الصحراء الشاسعة في مصر وتحويلها إلى أراض مأهولة بالسكان حيث  يعتمد تعمير جزء من الصحراء على ربطه بوادي النيل بشبكة محكمة من المواصلات والاتصالات. ويقترح إقامته في المنطقة الواقعة شمال الصحراء الغربية والتي يحدها شمالاً البحر المتوسط وجنوباً منخفض القطارة وواحة سيوه بسبب اعتدال مناخها وانبساط تضاريسها وقربها من مناطق حقول الغاز الطبيعي ومراكز العمران والبحر الذي يمكن استخدام مياهه في التبريد في كثير من الصناعات.
اختار الجيولوجي والسياسي المصري الدكتور رشدي سعيد عند بلوغه الثمانين عاماً مناسبة لكتابة مذكراته، تحت عنوان: «رحلة عمر»، ولها عنوان فرعى على قدر من الغموض كما يشير الكاتب محمد رفاعي  هو: «ثروات مصر بين عبدالناصر والسادات». وفي مثل هذا النوع من الكتب يسهل أن تخمن التقسيم الذي اتخذ هنا شكل: النشأة / التكوين / ذكريات علمية بين الجامعة ومؤسسة التعدين / ذكريات سياسية / سنوات الأمل والاحباط 68 ـ 1981، سنوات الغربة 81 ـ 2000، غير أن ما يصعب اكتشافه ببساطة حقاً هو التفاعل الداخلي بين مكونات الكتاب وبعضها، وبين الكتاب نفسه والواقع المصري الراهن بكل تعقيداته.
ظل رشدى سعيد يكتب في الثمانين ودون مواربة، فهي السن التي لايطمح الانسان فيها إلا الى «الستر والصحة»، ولايستطيع عندها ان يخفي شيئاً ولو كان قد سكت عنه من قبل، ويدلل على صدقه منذ اللحظة الأولى، فيقول مثلا: «ان نظم الحكم في مصر ما زالت تحتفظ بالكثير من سمات نظم الحكم في العصر الوسيط.. وهي لا تسمح عملياً بالمشاركة كما لا تسمح باخضاع السلطة للمساءلة الجادة ويرى رشدي سعيد كما يشير محمد رفاعي إلى ان مصر كانت أغنى دولة في العالم قبل الثورة الصناعية، ويعتبر ان قيام اسرائيل عام 1948، وعنصر البطالة هما أهم رافدين لبعث التطرف الديني في مصر وبصفة خاصة في الجامعة، ويشير في المذكرات الى ان التسامح الذي أرسته ثورة 1919 الليبرالية.. ثورة النهضة الكبرى، قد تلقى أولى الطعنات حين مالأ اسماعيل صدقي قوى اليمين الديني لضرب خصومه من الليبراليين واليساريين.

الجهل آفة ضباط يوليو
يأس رشدي سعيد مرده وفق محمد رفاعي أن ضباط يوليو كانوا قليلي المعرفة بالآخر الديني الى حد ان فتحي رضوان هو الذي ذكرهم بفريد انطون ليكون الوزير الوحيد ـ القبطي ـ في أول وزارة بعد الثورة (وزير تموين!). وعلى الرغم من إيمان الدكتور سعيد وأسرته بالليبرالية وبالزعامة التاريخية لسعد زغلول ودور حزب الوفد، إلا ان الدكتور رشدي تحدث بصراحة عن أوضاع مصر قبل 1952، حين كان شعبها «مقهوراً ومحصوراً في واديه الضيق». ويتوقف  طويلا عند التعليم الذي بدأ يتدهور، ومعه البحث العلمي، ولايزالان في مصر، منذ 1952 حتى الآن، لينتهي الى القول بانه حين ترك الجامعة عام 1977 كان على يقين بأن كل الانجازات الثقافية والعلمية ذات القيمة، تمت إما بعيداً عن الجامعة، أو بعد الابتعاد عنها.

مأساة البحث العلمي جزء من محنة العلماء
ظل  الدكتور رشدي سعيد يرى ان أحد أهم جوانب مأساة البحث العلمي في مصر الفشل في اقامة علاقات علمية متكافئة مع الأجانب، والجهل بأولويات البلاد والخضوع للاغراءات والاكتفاء بالشكلية، عند إقامة مثل هذا النوع من العلاقات بين غير الأنداد ولأن الدكتور رشدي هو الذي تولى قيادة مؤسسة التعدين بعد كارثة يونيو 1967، فقد أفرد لها زاوية خاصة قص فيها كل ما قام به ادارياً وتنظيمياً وكشفياً وبحثياً الى ان ازيح عنها بفعل الفتن السياسية، غير ان سنوات العمل في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب في الحقبة الساداتية، قد عوضته عن العجز عن العمل بالداخل، من ناحية، وفتحت أمامه الباب للتأثير الدولي الواسع، حتى كاد ان يصبح رئيساً للاتحاد البرلماني الدولي لولا عدم حماس بعض الاطراف، من ناحية أخرى يمتلئ الكتاب الذي رصده محمد رفاعي بما يدل على عمق الانتماء المصري والعربي لدى الكاتب، وتمكنه اللغوي والثقافي، وتنوع خبراته ومن وجهة نظر سعيد فإن السادات قد بدل الخيارات المصرية مما سهل على دعاة الشرق أوسطية مهمته، وينتهي الكتاب بنبرة أسى حين يلمح الكاتب الى ان اعظم تكريم لقيه هو تكريم الجمعية الأهلية الفقيرة التي يرأسها د.احمد عبد الله رزة، وقد جاء التكريم بعد أن لاحظ قياديون في الجمعية انه لم ينل ما يستحق من الدولة، وان على المجتمع المدني ان يعوضه عن ذلك وقد اكتشف ان جيل العلم للعلم، قد ولى، ربما في العالم كله، وان نيل الجوائز يتطلب «التربيط» مع مؤسسات وأدوار واسعة للعلاقات العامة وتبادل المصالح، لايستطيع هو أن يقوم بها، فضلا عن أن يقرها.

عـــاشق تراب مصـر
ظل أبو الجيولوجيين المصريين، وعاشق النيل رشدى سعيد يردد على سامعيه في كل المواقع انه لابد أن نستيقظ وننهض لبناء مصر على أسس التقدم والمعرفة الحقيقية، فقد خرج رشدي سعيد كما يشير سعد الدين ابراهيم عالم الاجتماع وعدد ممن عرفوا الراحل الذي مات مساء الجمعة من رحم الواقع السياسي الاجتماعي الذي شكلته الحركة القومية المصرية التي بدأت خافتة في أواخر القرن التاسع عشر، وأصبحت ركيزة الحركة الوطنية ومحركها الأساسي في قيام ثورة 1919، وهي الثورة التي جعلت المصريين يستمدون هويتهم من الانتماء إلي الوطن، وفي دعم الجماعة الوطنية. فتحت سيدة إنجليزية عينيى رشدي سعيد لما رأت الملامح المشتركة بينه وبين تمثال فرعوني معروض في المتحف، دفعه هذا إلي البحث عن جذوره، الشيء الوحيد الذي أتاح له معرفته، هو مسقط رأس العائلة في صعيد مصر، وفتح له باباً صغيراً للمعرفة، كان مسقط رأس جده في بلدة «السراقنة» وهي بلدة صغيرة محمية في حضن «دير المحرق». مناخ الثورة الذى يمثل أهم العوامل التي ساهمت في تكوينه هو المناخ الذي صنعته ثورة 1919، ودستور1923، الذي أرسي لمباديء جديدة علي أساس من المواطنة، وأعادت هذه الثورة الثقة للمصريين، وهناك شخصيات تركت بصمة في تكوين «رشدي سعيد» في الجامعة والحياة العامة منهم «سلامة موسي»ومناخ الجامعة المصرية في ذلك الوقت، التي كانت تعده أستاذا بها ورشحته لبعثة علمية في أفضل جامعات العالم، علي حد قول أستاذه» مصطفي مشرفة»حيث كانوا يريدون للجامعة المصرية الا يقل مستواها عن أي جامعة في العالم. رغم الإعداد الطويل لـ رشدي سعيد علمياً ومعرفيا أثر هذا في تعقيد حياته العلمية في الجامعة، لم يجدها سهلة أو ممهدة، كان وصوله إلي الجامعة وله كمّ من الإنتاج العلمي المتميز صدمة للكثيرين، لمن لم يخبر طريق البحث العلمي، سبب له كثيرا من المضايقات، كانت عودته إلي الجامعة في هذا المناخ تؤدي إلي تبديد طاقته وتعطل العمل الجاد الذي عزم السير في مساره، بعد أن ترك عمله، استاذا في اعظم جامعات أمريكا وباحثا في معاهد» عالم المحيطات حول العالم»، وعاد الي مصر، وهو يحلم بالجامعة وبناء قسم الجيولوجيا علي مستوي رفيع، يكون ندا لأعرق جامعات العالم .لذلك آثر «رشدي»الابتعاد عن هذا المناخ، واكتفي بمكان صغير، حاول فيه بناء جيل من الباحثين والجيولوجيين، ويكون هذا المكان أوسع أفقا وأكثر دراية بالعالم، وسعي جاهدا لمد الجسور مع الهيئات العلمية، والمحلية والعالمية وشركات البترول وهيئة الأبحاث الجيولوجية لتسهيل رحلات الطلاب في الصحراء والتزود بالعينات والبيانات والعمل علي بناء مكتبة متخصصة وتزويدها بأحدث المطبوعات والدوريات العلمية.، إضافة إلى مشاركته في تعريب منهج تدريس العلوم في كلية العلوم، بالاشتراك مع نخبة من كبار العلماء من عدة أقسام علمية مختلفة.

روح تحب المغامرة
جاء ترشيح د»عزيزصدقي» وزيرالصناعة مؤسس منظومة القطاع العام في ستينات القرن العشرين، ليكون رشدي سعيد رئيسا لمؤسسة التعدين والأبحاث الجيولوجية، وانطلق»رشدي»إلي رحاب أوسع في العمل الميداني الجاد في أنحاء مصرالتي كانت مثخنة بجراح نكسة 1967، وحاول بناء مؤسسة علمية لايجاد مصادر جديدة وخامات أولية يمكن أن تنشأ عنها شركات تعدينية كبيرة علي أسس سليمة وقواعد راسخة، بدأ في بناء هيئة عالية المستوي لدراسة جيولوجية مصر، والكشف عن ثرواتها المعدنية واختيار الصالح للاستخراج الاقتصادي، محاولا إيجاد بدائل للمناجم التي فقدتها مصر بعد الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، وعمل «سعيد» جاهدا لبناء شركات المؤسسة التي كانت منهارة وإعادة كوادرها التنظيمية والإدارية لتصبح مؤسسة قادرة علي تنفيذ البرنامج الطموح للبحث عن المعادن في الصحراء، وتقديم الخدمات اللازمة في مجال الصناعة. من أهم المشروعات التي نفذها: بناء منجم «كارولين كلابشة» علي أسس علمية سليمة بواسطة خبرة مصرية خالصة، ثم مشروع فوسفات «أبو طرطور» في الواحات الخارجة، حيث وضع تصوراً كبيراً لبناء منجم ينقل صناعة التعدين الي مستوي العصر وينقل العمران الي الصحراء. المهم المصري معظم الدراسات التي قام بها «رشدي سعيد» والمقالات التي كتبها ونشرها مشغولة بالهم المصري، كما أن أعماله كما تشير سيرته الذاتية ووفق شهادات لمؤرخين تمثل رؤية إستراتيجية للواقع والمستقبل، ومن أجل الاستغلال الأمثل للامكانيات والموارد الطبيعية الموجودة في مصر، مثل مشاكل المياه والتعدين، ونزيف الهجرة المصرية، ونظرة علمية ثاقبة لمشكلة الانفجار السكاني في مصر، كان الرجل ينادي  بضرورة رسم خريطة جديدة لمصر، وكان من أوائل الذين رددوا أن مستقبل مصر الحقيقي في تعمير الصحراء، وأول من توقع حدوث أزمة في مياه الشرب في مصر، منذ عقد كامل تقريبا، معظم أبحاثه يتركز حول مستقبل مصر الاقتصادي وهو زراعة الصحراء والاستفادة القصوي من المياه الجوفية، وكان يري أن مستقبل مصر هو الخروج من الوادي الضيق الي الصحراء، ضرب هو نفسه مثالا، حين اشتري قطعة أرض صحراوية مستصلحة في الواحات وأقام عليها بيته ومزرعته.

الأب الرحيم لعمال المناجم
بدأ رشدي سعيد حياته العلمية بشركة القصير للفوسفات، وفيها اطلع علي حقائق ومأساة المصريين وغربتهم داخل وطنهم، إذ كان عمال التراحيل الذين جلبوا من الصعيد هم عصب العمل في المناجم، كانوا يعملون في ظروف شاقة وقاسية، دون أي حقوق، وكان الشعب المصري ـ في ذلك الوقت ـ مقهورا ومحاصراً  بين وادٍ ضيق لايستطيع الخروج منه، وأرض زراعية مملوكة لعائلات محدودة وكان يعتبره البعض عقب التحاقه بشركة الفوسفات الأب الرحيم لعمال المناجم الفقراء.

رحلة عمر
سافر رشدى سعيد على سفينة متهالكة الي بعثة في سويسرا بعد ستة أسابيع من انتهاء الحرب العالمية، وكانت تقل جنودا فرنسيين وسنغاليين في طريقهم الي فرنسا، التحق «رشدي» بجامعة «زيوريخ» ولم يجد أستاذاً بها يعينه علي دراسة»جيولوجيا البترول»، كان هذا الفرع المعرفي جديدا علي أوروبا، لذا قرر رشدي نقل بعثته الي أمريكا التي عرفت هذا التخصص الحديث، ووصلته موافقة جامعة القاهرة بعد عامين، وكان علي وشك إنهاء رسالته التي بدأها في جامعة «زيوريخ»، وقرر إلقاء هذه الرسالة جانباً وتوجه الي جامعة «هارفارد»، وكان معظم زملائه من مسرحي الحرب العالمية الثانية، وقد منحتهم الحياة الخبرة والمعرفة، وأهم ما تعلمه في هذه الجامعة هو تأصيل الفهم في منهج العلوم وعرف الملاحظة والتفسير، وحين عاد الي مصر أتيحت له مشاركة كبار العلماء في مصر لترجمة القاموس العلمي. كتابه «رحلة عمر»الذي وضع له عنوانا دالا «ثروات مصر بين عبد الناصر والسادات» مزج فيه بين السيرة الذاتية وبين ثروات مصر ومواردها الطبيعية والبشرية أى بين عصرين متناقضين كما يشير المؤرخون الذين اهتموا بسيرة الرجل  وربط بين الهم الشخصي الذي يصبح هما مصريا جماعيا، واكتمل عشقه لمصر علي أساس معرفي، توج هذا الحب بدراسة متعمقة في التربة المصرية، بحثا في العمل الحقلي الميداني، وبحثا في المعمل، وأبدع كتبا لاقت نجاحا دوليا مثل: كتابه «نهر النيل نشأته واستخدام مياهه» نشرت طبعته العربية دار الهلال، وكتابه «جيولوجية مصر»الذي أُعتبر من عمدة الكتب العلمية الدولية عن التربة المصرية، ونشر كتابين عن الواقع المصري هما: «الحقيقة والوهم في الواقع المصري»، «مصر المستقبل:المياه والطاقة والصحراء».

من أقواله:
إسرائيل والبطالة.. أبرز أسباب التطرف الدينى
الحقبة الساداتية مهدت الأرض لدعاة الشرق أوسطية
الجهل بأولويات البلاد.. أحد جوانب مأساة البحث العلمى
من مؤلفاته:
ـ نهر النيل..  نشأته واستخدام مياهه
ـ جيولوجية مصر
ـ المياه والطاقة والصحراء
ـ الحقيقة والوهم فى العالم المصرى







0 التعليقات:

إرسال تعليق

بحث

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م