أكد خالد مشعل -رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"- خلال احتفالية استقبال الحركة للأسرى المبعدين، مساء الثلاثاء في القاهرة، أن صفقة تبادل الأسرى التي وقعتها الحركة مع العدو الصهيوني صفحة مضيئة في تاريخ فلسطين ومصر والأمة العربية، مؤكدًا أن الفضل فيها يعود أولا لبطولة السواعد المرابطة في قطاع غزة، وتوفر الوسيط المحترم ممثلا في مصر، وهو ما أدى إلى نجاح هذه الصفقة كما كانت تريدها الحركة.
وقال مشعل إن الشعب الفلسطيني وحركة "حماس" لا يهمهم ما يقوله نتنياهو والصهاينة حول تراجع "حماس" عن موقفها، مشيرًا إلى أن التاريخ هو الذي سجل من تراجع عن مواقفه ورضخ، فنتنياهو قبل من المفاوض المصري أضعاف ما عرضه الوسيط الألماني من قبل.
وأضاف القيادي بـ"حماس" أنه لو كانت قيادة الحركة تعلم أن زيادة الإطالة في مبادلة شاليط بالأسرى ستأتي بمردود أكبر، لفعلت، إلا أنها مع المخابرات المصرية أيقنت أنه لا بد من الانتهاء من هذا الملف في هذا التوقيت، وما حققناه يعد انتصارا وإنجازا وطنيا ضخما، بدأ من إجبارالصهاينة على الخروج من غزة وأسر الجندي شاليط وإخفائه لمدة تزيد على 5 سنوات.
وفي سياق متصل، أكد مشعل أن الأسرى المبعدين عن فلسطين هم سفراء المقاومة في كل مكان يذهبون إليه، ووجه لهم رسالة قائلاً لهم: "لقد انتقلتم من مسيرة نضال إلى أخرى، وما زالت أيديكم على الزناد، إبعادكم خارج الوطن جريمة لن تطول، وسنرجع يوما إلى وطننا، فلا بديل عن تحرير فلسطين ولا بديل عن القدس ولا بديل عن تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب من السجون الصهيونية".
وحول موضوع "فصائلية الصفقة"، كما وصفها مشعل، أكد أنه ما زال هناك آلاف الأسرى في السجون الصهيونية ولا يمكن التخلي عن تحريرهم، قائلا إن المواطن العربي بعد ثورات الربيع العربي لم يعد صفرا على الشمال، وتابع: "تحرير أسرى الضفة وغزة والجولان دين في أعناقنا، وكما أن مروان البرغوثي وأحمد سعدات ما زالا في السجون، فإن قيادات حماس والمئات منهم ما زالوا في الداخل وعلى رأسهم ابن بلدتي إبراهيم حامد".
وأشار مشعل إلى أنه أجرى اتصالا بالرئيس محمود عباس الأسبوع الماضي مستغلا نجاح هذه الصفقة، ودعاه للحوار في القاهرة خلال أيام، ليزيد من نجاحات القاهرة نجاحا آخر، وستتم مناقشة أمرين مهمين، هما سرعة استكمال ملفات المصالحة، بالإضافة إلى المكاشفة ومناقشة خطوط السياسة الفلسطينية بكل شفافية.
من جانبه، صرح الأمين العام لجبهة المقاومة الشعبية، القيادي أبو القاسم دغمش، أن الحركة، وهي المسئول عن أسر الجندي جلعاد شاليط، ستعمل على أسر جنود صهاينة آخرين إذا ما سنحت الفرصة، مشيرا إلى أنه يتوقع في الفترة القادمة تحقيق ذلك.
وأشار دغمش إلى أن الحكومات المصرية السابقة كانت وسيطا بين حركات المقاومة والسلطات الصهيونية، إلا أن نجاح صفقة تبادل الأسرى لم يتم إلا بعد مجيء حكومة الثورة المصرية، وتابع: "الثورة المصرية وأحداث السفارة الصهيونية كانت ورقة ضغط رابحة على المفاوض الصهيوني، ونتمنى أن تقطع جميع الدول العربية علاقاتها بالعدو الصهيوني، وتعمل على فك حصار غزة".
وقال وليد زكريا عقل، وهو المحرر الوحيد من قطاع غزة، والذي تقرر إبعاده خارج فلسطين، إنه قضى في السجون الصهيونية أكثر من 20 عاما بتهمة كونه أحد مؤسسي كتائب شهداء القسام، وأشار إلى أنه ترك ابنه الوحيد رضيعا والآن عاد ليجده شابا قويا.
وأضاف عقل أن "السلطات الصهيونية تعامل الأسرى الفلسطينيين بشكل مهين للغاية"، لافتا إلى أنه لديه يقين بأنه سيعود إلى بلاده، ليس فقط إلى غزة وإنما إلى مسقط رأسه قرب منطقة السدود القريبة من تل أبيب.
وقال محمد وائل دغنس، أحد المحررين من مدينة نابلس وتقرر إبعاده أيضا إلى دولة قطر، إنه قضى 10 سنوات كاملة في السجون الصهيونية، وتابع: "الأزمة لم تكن في الأسر أو العزل الانفرادي، لكن كانت أصعب الأيام هي الـ21 يوما الأخيرة قبل الإفراج".
وتابع دغنس قائلاً: "قضينا 21 يوما من الإضراب عن الطعام لمواجهة التعنت الصهيوني والمعاملة السيئة التي نلقاها، وعدم استجابة مصلحة السجون الصهيونية لمطالبنا وتحسين أوضاعنا، حتى زارنا أحد المسئولين المصريين، الذي طلب منا إنهاء الإضراب، وأخبرنا بأن صفقة شاليط نجحت، وأننا سنكون ضمن المفرج عنهم".
0 التعليقات:
إرسال تعليق