الجمعة، 7 أكتوبر 2011

الرئيس الأفغاني يقر بعجز حكومته و"الناتو" في توفير الأمن




أقرَّ الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بأنحكومته وحلف شمال الأطلسي (الناتو) فشلا في توفير الأمن على الرغم من مرور عشر سنوات على سقوط حكم طالبان.
واتهم كرزاي، باكستان بدعم الحركات الناشطة على الحدود بين البلدين، مضيفا أنه لا تزال هناك ملاذات آمنة لتلك الحركات المتمردة.
وتأتي تصريحات بعد كرزاي تصريحات مشابهة أدلى بها القائد السابق لقوات التحالف الدولي في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال.
وقال ماكريستال إنه بعد مرور عشر سنوات على بدء القوات الدولية عملياتها "لا تزال الأهداف بعيدة عن التحقيق".
وأضاف ماكريستال أن الولايات المتحدة بدأت الحرب "بنظرة تبسيطية"، وما زالت تفتقر الى المعرفة اللازمة لتحقيق أهدافها.
من جانبه قال كرزاي "كان على الناتو والولايات المتحدة وجيراننا في باكستان أن يركزوا منذ وقت طويل، في البداية بين عامي 2002 و2003، على الملاذات (ملاذات حركة طالبان)".
وأضاف "لقد قمنا بعمل ردىء على نحو كبير فيما يتعلق بتوفير الأمن للمواطنين الأفغان، وهذا أكبر تقصير من جانب حكومتنا ومن قبل شركائنا الدوليين". وتابع قائلا إن "المجتمع الدولي والحكومة الأفغانية قد فشلا من دون شك".
يذكر أن افغانستان شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية سلسلة من الهجمات على عدد من المدن الرئيسية والأهداف العسكرية. كما شهدت البلاد العديد من عمليات الاغتيال خلال نفس الفترة، كان أبرزها اغتيال الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني في سبتمبر الماضي.
واعتبر كرزاي مقدرة حركة طالبان على شن مثل هذه الهجمات "تقصيرا كبيرا"، لكنه أضاف أن "هذه المشكلات تأتي من الخارج"، مشيرا إلى الدور الباكستاني في دعم طالبان.
وقال ماكريستال في وقت سابق إن قوات الناتو قد تجاوزت منتصف الطريق بقليل نحو تحقيق الاهداف العسكرية، مضيفا أن المهمة الأصعب هي وصول حكومة شرعية إلى السلطة يثق بها المواطن الأفغاني وتستطيع موازنة نفوذ طالبان.
وكان الجنرال ماكريستال الذي قاد قوات التحالف في أفغانستان في عامي 2010-2009 يتحدث في مقر مجلس العلاقات الخارجية.
وكان الهدف العسكري للقوات الغربية هو البحث عن أسامة بن لادن وإسقاط نظام طالبان، وتقول الأمم المتحدة إن 10 آلاف شخص قتلوا في السنوات الخمس الأخيرة وحدها. وقتل أكثر من 2500 من القوات الدولية معظمهم من الأمريكيين.
وقد تجاوزت مدة العملية في أفغانستان مدة حرب فيتنام، لتصبح أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة.
وأضاف ماكريستال منتقدا "لم نكن نعرف ما يكفي، وما زالت معرفتنا غير كافية، فهمنا سطحي لتاريخ البلاد، ورؤيتنا للتاريخ الحديث تبسيطية بشكل مخيف".
كما انتقد غزو العراق، وقال إنه استنزف بعض الموارد التي كان يمكن استخدامها في أفغانستان، وغير نظرة العالم الإسلامي إلى ما تفعله الولايات المتحدة.
وجاءت تصريحات ماكريستال بعد أن صرحت منظمات إغاثة أنه بالرغم من ضخ مليارات الدولارت إلا أن الإنجازات محدودة.
وقد أنفق مبلغ 57 مليار دولار من المساعدات في أفغانستان خلال العقد المنصرم، حسب المنظمات التي تنضوي تحت مظلة "هيئة تنسيق المساعدات لأفغانستان" والمعروفة باسم "أكبر" التي قالت إنه بالرغم من تحقيق بعض الإنجازات فإن نتائج الإنفاق لم تترجم إلى تحسن في أحوال المواطنين الأفغان.
ومن الإنجازات التي تحققت أن 80% من الأفغان يحصلون الآن على الرعاية الصحية، مقابل 9% عام 2001، لكن بعض المراكز الصحية إما مغلقة أو غير مجهزة كما يجب.
وقالت آن جاريلا مديرة "أكبر": إن الأرقام والاحصائيات لا تعكس الظروف الحقيقية، التي تتمثل في عجز الكثيرين عن الوصول إلى المراكز الصحية وافتقار بعضها إلى الأدوية والتجهيزات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

بحث

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م