اللواء محسن مراد |
اللواء مجدي أبوقمر |
كتبتُ في نهاية شهر فبراير ٢٠١١م السّطور التّالية عن مجرم البحيرة مجدي أبي القمر الّذي كان يقوم بدور إجرامي من أجل قمع ثورة مصر، ضاربًا نموذجًا تاريخيًّا للوقاحة، والخساسة، والدّناءة، والتّوحّش في معاملة المواطنين العزل. وفي أوّل أغسطس ظهرت لنا نسخة طبق الأصل من مجرم البحيرة في القاهرة، هو المدعو محسن مراد، حيث قام بدم باردٍ بتنفيذ مخطّط دنئ للاعتداء على الشّباب المصريّ المسالم المعتصم في ميدان التّحرير. هذان المجرمان يعتبران نموذجًا لرجال الشّرطة في مصر: التّعالي على الشّعب، معاملة المواطنين بوحشيّة وبطش، ازدراء حقوق الإنسان، تجاهل جميع الأعراف والقوانين الدّوليّة، استخدام الكذب، والحيل، والتّلفيق، من أجل تلطيخ سمعة المواطنين الأبرياء.
شرطة مصر مازالت تمارس دور المستعمِر لمصر. جهاز أمن الدّولة مازال يمارس الإرهاب في حقّ الشّعب المصريّ. وزارة الدّاخليّة المصريّة لم يتغيّر فيها أيّ شيء بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١م المجيدة. عسكر مصر مازالوا متحالفين مع هذه الشّرطة المجرمة من أجل استعباد شعب مصر لمصلحة قوى أجنبيّة. مصر لن تنعم باستقلالها وحرّيّتها، بدون سحق أعداء الشّعب هؤلاء، وتطهير البلاد منهم. والآن دعونا نسترجع مقال فبراير ٢٠١١م عن مجرم البحيرة:
بسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحيمِ - زيورخ في السّابع والعشرين من فبراير ٢٠١١م -
مجرم البحيرة: إمّا الإعدام، وإمّا محكمة الجنايات الدّوليّة
بقلم: ثابت عيد
قرأت لتوي أنّ مجرم البحيرة، المدعو مجدي أبو قمر، مدير أمن البحيرة، رفض قرار نقله، ووصفه بالأهوج! ويقول الخبر أنّ هذا الأرعن، المجرم، قد سارع إلى إعدام وثائق يحتفظ بها في مكتبه من المرجّح أنّها تحتوي على أسرار ما يرتكبه من جرائم بحقّ الشّعب المصريّ العظيم. الملفت للنّظر هو أنّ زميلَي هذا المجرم: محمّد البدراوي، مفتش مباحث المديريّة، وطارق هيكل، رئيس مباحث أمن الدّولة في مديريّة الأمن، قد قاما بالفعل نفسه، وسارعا إلى إعدام وثائق هامّة في مكتبهما.
نحن نقول إلى هؤلاء المجرمين: إنّ شعب مصر لن يقف مكتوف اليد بعد الآن تجاه المجرمين من أمثالكم. ينبغي أن يعرف جميع أفراد الشّرطة، والأمن، في مصر، أنّ شعب مصر لن يغفر لهم ما ارتكبوه من جرائم في حقّ الأبرياء من المواطنين المصريّين ليس فقط منذ حكم المخلوع مبارك، بل منذ الحكم الاستبدادي لجمال عبد النّاصر سنة ١٩٥٢م.
كيف يمكن أن نصف إنسانًا - إن كان حقًّا إنسانًا - يستأسد على المواطنين العزل؟ ما هو حكم إنسان يستقوي على الضّعفاء بوظيفته؟ وما هو حكم الدّين في إنسان توهّم أنّه صار فرعونًا، لمجرّد أنّه يعمل في شرطة مصر؟
لا أجد أنسب من الصّفات التّالية لوصف هذه النّوعية من البشر: هم مخنثون. بل لا يمكن اعتبارهم بشرًا، أو رجالًا. هم مجرمون بالمعنى الحرفيّ للكلمة.
أتذكّر حكاية أوردتها كتب التّاريخ عن الإسكندر الأكبر أعظم قائد عسكريّ في تاريخ الإنسانيّة. إنّ هذا القائد العسكريّ العظيم الّذي تمكن من فتح عدد هائل من المدن والبلدان في فترة قصيرة كان يعرف حقًّا معنى الرّجولة والشّهامة والإنسانيّة، بعكس المخنثين من أمثال المجرم مدير أمن البحيرة، المدعو مجدي أبو قمر، الّذين لا يعرفون إلّا الإجرام والاستئساد على الضّعفاء.
كان الإسكندر يقود جيشه عندما فوجئ بجيش من النّساء. أصدر الإكسندر العظيم أوامره لجيشه بالتّوقّف. احتار جنوده. تعجّب قادته. لكنّ الإسكندر أمرهم بالانسحاب. سألوا مستغربين، واستغربوا متسائلين: «لماذا؟» قال الإسكندر الأكبر: «هؤلاء نساء. إذا هزمتهن، سيذكر التّاريخ أنّ الإسكندر قاتل نساءً!! وإذا نجحن في هزيمتي، سيقول التّاريخ إنّ النّساء هزمن الإسكندر»!! سألوا: «وماذا نفعل؟» قال: «ننسحب»!!
كان الإسكندر الأكبر رجلًا. أمّا أفراد شرطة مصر، وأمنها، فليس فيهم رجلٌ واحدٌ، لأنّهم يسترجلون على الضّعفاء، ويستأسدون على العزل، ويبطشون بالعباد، ويتفرعنون على الأبرياء. إنّهم أدنئ طبقة في المجتمع المصريّ على الإطلاق. طبقة لابدّ من تطهير البلاد منها فورًا.
وبرغم إدراكي ضعفَ عقول رجال الشّرطة، ومجرمي جهاز أمن الدّولة في مصر، إلّا أنّي أقدّم لهم، وللقارئ المصريّ المثقّف في المقام الأوّل، بعض نصائح العملاق ابن حزم لمثل هؤلاء المرضى:
١- مَنِ ابتلاه اللّه بمرض الغطرسة والعجرفة وقلّة الأدب والإجرام مثل جميع العاملين في جهازي الشّرطة والأمن في مصر: «فليفكّر في عيوبه. فَإِنْ أُعجبَ بفضائله، فليفتش عمّا فيه من الأخلاق الدّنيئة. فإن خفيت عليه عيوبه جملةً حتّى يظنُّ أنّه لا عيبَ فيه، فليعلم أَنَّ مصيبته إلى الأبد، وأَنَّهُ لأَتمَّ النّاس نقصًا وأعظمهم عيوبًا، وأضعفهم تمييزًا. وَأَوَّلُ ذلكَ أنّه ضعيف العقل جاهل، ولا عيبَ أشدَّ من هذين، لأَنَّ العاقل هُوَ مَن ميّزَ عيوبَ نفسِهِ، فغالبها، وسعى في قمعها. والأحمق هو الّذي يجهلُ عيوبَ نفسَهُ، إِمَّا لقلّة علمه وتمييزه وضعف فكرته، وَإِمَّا لأنّه يقدر أَنَّ عيوبه خصال، وهذا أشدّ عيبٍ في الأرضِ».
٢- إِنَّ الإنسان الّذي يفخر بارتكاب المظالم، واقتراف الذّنوب، يقبع في أسفل أدراك طبقات الإنسانيّة: «فَمن خفيت عليه عيوب نفسه، فقد سقط، وصار مِنَ السّخف والضّعة والرّذالة والخسّة وضعف التّمييز والعقل وقلّة الفهم، بحيث لا يتخلّف عنه مختلف من الأرذال، وبحيث يصير ليس تحته منزلة من الدّناءة. فليتدارك نفسَهُ بالبحث عن عيوبه والاشتغال بذلك عن الإعجاب بها وعن عيوب غيره الّتي لا تضرّه في الدّنيا ولا في الآخرة».
٣- على المعجب بنفسه، المتغطرس، المتعربد، المتفرعن، أن يسعى إلى معرفة عيوب نفسه، ففي هذا علاج لهذه الغطرسة المميتة. وليس ينبغي على المتغطرس أن يقارن بين نفسه ومَن هو أكثر منه عيوبًا، لأنّه يخدع نفسه بذلك. بل ينبغي أن تكون المقارنة بين نفسه المريضة وهؤلاء الّذي أفضل منه.
٤- وماذا عن المتغطرس بأمواله؟ يقول ابن حزم: «وإن أُعجبتَ بمالك، فهذه أسوأ مراتب العُجب (الإعجاب بالنّفس والغطرسة). فانظر في كلّ ساقطٍ خسيس، فهو أغنى منك. فلا تغبط بحالة يفوقك فيها من ذكرت. واعلم أنّ عجبك (غطرستك) بالمال حمقٌ، لأنّه أحجار لا تنتفعُ بها، إلّا أن تخرجها عن ملكك بنفقتها في وجهها فقط. والمال أيضًا غاد ورائح، وربّما زالَ عنك، ورأيته بعينه في يد غيرك. ولعلّ ذلكَ يكونُ في يد عدوك، فالعُجْبُ بمثلِ هذا سخف، والثّقة به غرور وضعف».
٥- ونقول لمجرم البحيرة إنّه لو كان يتمتع بذرّة واحدة من العقل، لما أقدم على كلّ هذه الجهالات والجرائم والسّخافات. فهو لو كان معجبًا بمديح أمثاله من المجرمين، فما عليه إلّا أن يعمل عقله، ونحن نعلم أنّه بلا عقل، ويفكّر في النّقد الموجّه إلىه من خصومه، فلعلّ هذا يُفيقه، ويردّه إلى وعيه. يقول ابن حزم: «وإن أُعجبتَ بمدحِ إخوانك لك، ففكّر في ذمّ أعدائك إيّاك، فحينئذٍ ينجلي عنك العجب. فإن لم يكن لك عدوٌّ، فلا خير فيك، ولا منزلة أسقط من منزلة من لا عدوّ له، فليست إلّا منزلة من ليس للّه تعالى عنده نعمة يحسد عليها، عافانا اللّه».
٦- ونقول لمجرم البحيرة: «وإن أعجبتَ بقوّة جسمك، فتفكّر في أنّ البغل والحمار والثّور، أقوى منك، وأحمل للأثقال».
٧- «وإن أعجبت بخفتك، فاعلم أنّ الكلب والأرنب يفوقانك في هذا الباب. فمن العجب العجيب إعجاب ناطق بخصلة يفوقه فيها غير ناطق»!
٨- هل يعلم مجرم البحيرة وجميع زملائه من موظفي الشّرطة وأمن الدّولة في مصر أنّ معاملتهم لشعب مصر العظيم تمثّل قمة الدّناءة، وذروة الخساسة، ومنتهى الوضاعة. فالاسترجال على العزل المسالمين لا يعبر إلّا عن غباء، وتخنّث، ورعونة: «واعلم أنّ التّعسُّفَ وسوء الملكة لمن خوّلك اللّهُ تعالى أمره من رقيق أو رعية يدلّان على خساسة النّفس ودناءة الهمّة وضعف العقل، لِأَنَّ العاقلَ الرّفيعَ النّفسِ العالي الهمّة إِنَّما يغلب أكفاءه في القوّة ونظراءه في المنعة. وَأَمّا الاستطالةُ على مَن لا يمكنه المعارضة، فسقوطٌ في الطّبع، ورذالة في النّفس والخلق، وعجز ومهانة. ومن فعلَ ذلكَ، فهو بمنزلة مَن يتبجح بقتل جرذ أو بقتل برغوث، أو بفرك قملة، وحسبك بهذا ضعة وخساسة»!
وأختم هذه الرّسالة بقول جامع موجز جميل لا يستحقه المجرمون من أمثال مدير أمن البحيرة وأصحابه، نظرًا لعمى بصائرهم، وضعف عقولهم، وبلادة حسّهم، ورداءة أخلاقهم، وانحطاط أصلهم، ودناءة نفوسهم. ومع هذا فنحن نأتيهم بالمواعظ الحسنة، والحكم الخالدة، لعلّهم يتعظون ويعودون إلى رشدهم. قال ابن حزم:
«طالبُ الآخرة ... متشبّه بالملائكة. وطالب الشّرّ متشبّه بالشياطين. وطالب الصّيت والغلبة متشبّه بالسّباع. وطالب اللّذات متشبّه بالبهائم. وطالب المال - لعين المال، لا لينفقه في الواجبات والنّوافل المحمودة - أسقط وأرذل من أن يكون له في شيء من الحيوان شبهٌ، ولكنّه يُشبه الغُدران (= القطعة من النّبات) الّتي في الكهوف في المواضع الوعرة ... فالعاقل لا يغتبطُ بصفةٍ يفوقه فيها سبع أو بهيمة أو جماد. وَإِنَّما يغتبطُ بتقدّمه في الفضيلة الّتي أبانه اللّه تعالى بها عن السّباع والبهائم والجمادات، وهي التّمييز الّذي يُشاركُ فيه الملائكة.
فمن سُرَّ بشجاعته الّتي يضعها في غير حقّها للّه عزّ وجلّ، فليعلم أنّ النّمرَ أجرأ منه، وأنّ الأسدَ والذّئب والفيل أشجع منه.
ومَن سُرَّ بقوّة جسمه، فليعلم أنّ البغلَ والثّور والفيل أقوى منه جسمًا.
ومَن سُرَّ بحمله الأثقال، فليعلم أنّ الحمارَ أحمل منه.
ومَن سُرَّ بسرعةِ عدوه، فليعلم أنّ الكلبَ والأرنبَ أسرع عدوًا منه.
ومَن سُرّ بِحُسنِ صوته، فليعلم أَنَّ كثيرًا من الطّير أحسن صوتًا منه، وأَنَّ أصوات المزامير ألذّ وأطرب من صوته.
فَأَيُّ فخر، وأيّ سرور فيما تكون فيه هذه البهائم متقدّمة له؟!
لكن مَن قوي تمييزه، واتّسع علمه، وحسن عمله، فليغتبط بذلك. فإنّهُ لا يتقدّمه في هذه الوجوه إلّا الملائكة وخيار النّاس».
نريد أن نحذّر قيادات شرطة مصر من مغبة سلوكهم الإجرامي تجاه شعب مصر العظيم. ونطالب بتقديم مدير أمن البحيرة وزملائه إلى المحاكمة فورًا في مصر، وإلّا فسوف نسعى، نحن المصريّين المغتربين في أوروبّا - إلى مخاطبة المحكمة الجنائيّة الدّوليّة، لاستصدار أمر بالقبض على هؤلاء المجرمين وتقديمهم إلى المحكمة في أوروبا. لن نسكت بعد اليوم على هذه الجرائم، يا مجرمون.
0 التعليقات:
إرسال تعليق