من يراقب «كير» وأشباهها؟!
3/10/2010م
ما جهات الرقابة الآمنة والوطنية التي تخضع لها الجماعات أو الجمعيات أو المنظمات الأجنبية والصهيونية التي تعمل وسط فلاحينا؟! وصلتني رسالة خطيرة من بعض أبناء قرية «أصفون المطاعنة ـ إسنا ـ الأقصر» أن إحدي جمعيات التنمية الريفية تعمل وتتعاون مع أبناء زراعية أمريكية صهيونية «كير» منذ ما يزيد علي أربع سنوات وتوزع البذور مجاناً للمزارعين وتقدم الشتلات والمخصبات والمغذيات بأسعار زهيدة، وأن نفس الهيئة «كير» فرعها الرئيسي في قنا قام بتأجير أرض من صاحب جمعية التنمية الريفية وسط الحقول بإيجار شهري 6000 جنيه، وأن هذا المبني محظور دخوله ويحرسه قطيع من الكلاب الشرسة ويتردد أن جميع ما يستخدم داخل المبني وما يوزع علي المزارعين منتجات إسرائيلية!! نفس الدور تقوم به «كير» بقرية الزنيقة أرض جلال باشا.. تضيف الرسالة أن الأرض في منطقة الإصلاح الزراعي بالمطاعنة وغيرها من الأراضي التي تنتشر فيها خدمات هذه الهيئة ظهرت عليها أعراض وأمراض مستجدة لم تكن تعرفها أراضي صعيد مصر من قبل، وأن الإرشاد الزراعي الذي تقدمه الهيئة بالمجان يهدف إلي تفويت موعد زراعة القمح، بالإضافة إلي انخفاض إنتاجية الأرض وتدهور خصوبتها وتفشي في المنطقة والقري المحيطة الفشل الكلوي والكبدي، خاصة بين الشباب الذين يعملون في هذه المشروعات في نفس الوقت الذي يغرونهم فيه بالرحلات والزيارات الخارجية ويجندونهم لجمع المعلومات عن الزراعة والفلاح والأرض والثروة الحيوانية.
ما حقيقة دور هذه الهيئات ومن يراقبها ومن يقوم بمراجعة عملها وآثاره ومن يقوم بتحليل مكونات المواد التي توزعها والتي تستخدمها في الزراعة؟ وما الخبرات الأعظم في الزراعة التي تملكها هيئات أمريكية ـ صهيونية ولا يملكها العلماء والخبراء المصريون، وكيف يصبحون معلمين للفلاح المصري الذي علم الدنيا احتضان البذرة وزراعة الأرض ثم ورثه النظام الذي يحكم مصر كل هذا التخلف؟! وأتي بأعدائه ليزرعوا أرضه وجسده وحاضره ومستقبله بالتخريب والأمراض ـ سبق أن نقلت عن إحدي كراسات الأهرام الاستراتيجية مشروع شلوع الذي يتبع جيش العدوان الصهيوني وتستخدم فيه الهندسة الوراثية لتغيير وتدمير الخصائص الوراثية للإنسان والحيوان والزرع والتربة والمياه ويكون أساساً للحروب البيولوجية التي تشن علي المصريين!
أثق أن مصر تمتلئ بالأمناء وأرجو من محافظ الأقصر وسائر محافظات الصعيد التي تنتشر بها «كير» وفروعها أن يتدخلوا ليعرفوا ماذا يدور داخل مستعمراتهم أو مستوطناتهم الزراعية؟ وما الدور الحقيقي الذي جاءوا من أجله؟! وأين وزارة الزراعة المحترمة وهل مازالت الأذرع الصهيونية الطويلة تواصل تنفيذ مخططها من خلال التطبيع الزراعي؟
المأساة الأعظم أن تملك هيئات أجنبية مثل «كير» وغير «كير» وما نعرف وما لا نعرف هويته الحقيقية وما ندرك وما لا ندرك عن الأدوار والمهمات التي جاءوا من أجلها أن يملكوا حرية الحركة وإقامة المشروعات التي يريدونها وسط أراضينا الزراعية ووسط الفلاحين ويخترقونهم ويسيطرون علي أبنائهم من الشباب، بينما العلماء والخبراء من أبناء وأهل هؤلاء الفلاحين والمزارعين الأمناء والمستأمنين بحق علي أرضهم وأهلهم وحاضرهم ومستقبلهم مستبعدون ومضطهدون وممنوعون من العمل ـ ومن تطبيق مناهجهم العلمية بكل ما حققته من نتائج باهرة علي الأرض.
منظمة «كير» وأشباهها تنتشر بين الفلاحين خاصة في المناطق البعيدة في صعيد مصر تفعل كل ما تريد دون رصد ورقابة وحساب، بينما علماء وخبراء مصر في الزراعة ينتشرون بين أجهزة التحقيق والأمن والرقابة يطالبون بحمايتهم ويقاومون مشروعات استئصالهم وعزلهم وتشريدهم ومنع تطبيق مناهجهم!! معادلة أخري توضح وجهاً من أبشع وجوه الفساد وتنضم إلي كل ما يؤكد أن التغيير أصبح من ضرورات الحياة والإحياء وإعادة البعث لمصر.
الدستور3/10/2010م
0 التعليقات:
إرسال تعليق